وثيقة
أبو مسلم البهلاني، شاعرا 1860-1920
الناشر
جامعة السلطان قابوس
ميلادي
1995
اللغة
العربية
الوصف
رسالة جامعية
المجموعة
URL المصدر
الملخص العربي
يمثل أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم البهلاني ( ۱۸۹۰ - ۱۹۲۰م) نموذجة جيدة النشاط الشخصية النهضوية المتعدد المظاهر ، فقد كان فقيها مشاركة بمؤلفة الضخ م نثار الجوهر) ، وإعلامية رائدة من خلال تحريره صحيفة ( النجاح ۱۹۱۱م)، وشاعرة مبرزة يشهد دیوانه بمكانته الشعرية . وهذا النشاط على تباين طرائقة يصب في خدمة قضيته الإستنهاضية التي نذر شعره لخدمتها ، والداعية إلى مقاومة القوى الإستعمارية ، وتكاتف العمانيين يدا واحدة المساندة من ينتخبونه قائدا لهم ، وهي دعوة أنتظمت - آنذاك - جزءا كبيرا من العالم العربي . . ويعود ذلك عند أبي مسلم إلى نشأته الدينية ، وإستلهامه القواعد والممارسات التي أنتهجها أسلاف الإباضية ، لذا فقد كانت دعوته الوطنية ضمن ذلك الإطار ، وهو ما ستوضحة دراسة الإتجاهات الموضوعية لشعر أبي مسلم البهلاني في الفصل الأول من الباب الثاني . لقد حظي شعر أبي مسلم البهلاني بالذيوع والانتشار لدى مواطنيه في (عمان) ، فعلى الرغم من طول مقامه بعيدا عن وطنه ، حيث غادره إلى ( زنجبار ) في شبابه ( عام ۱۸۷۸م)، إلا أن ذلك البعد المكاني لم يقلل من فاعلية شعره ، فقد كان يشارك بشعره في توجيه الأحداث السياسية ، التي مرت ( بعمان) ، وكانت قصائده إلى الزعماء العمانيين وإلى أهل ( عمان ) كافة تحفز الهمم إلى تحقيق الأطروحات التي كان ينادي بها. ويكشف عن ذلك الإحتفاء الكم العديد من المخطوطات التي تضم شعر أبي مسلم ، والمتوزعة بين الخزانات الحكومية والأهلية ، وسوف نتتبع تلك المخطوطات لبيان قيمة ما تحتويه ، وموازنتها بنسخ الديوان المطبوعة ، إذ طبع ديوان البهلاني أربع مرات خلال السنوات التالية : ( ۱۹۲۸م القاهرة ، ۱۹۰۷م القاهرة ، ۱۹۸۰م مسقط ، ۱۹۸۹م دم) وقد وجدنا أن ديوانه أول ديوان لشاعر عماني يجد طريقه إلى المطبعة ، وفي ذلك ما يدل على مدى سيرورة شعره ، ومن مظاهر ذلك الإحتفاء - أيضأ - تسجيل العديد من قصائد أبي مسلم المطولة على أشرطة مسموعة ، وقد ظل شعره يلقي الإهتمام نفسه أثناء حياته ، ومن بعد مماته . لقد تأكد لدينا من خلال قراتنا الأولية لديوان البهلاني مدى أهميته الفنية ، وضخامة ذلك الإنتاج من الناحية الكمية، مما يجعله جديرة بدراسات عديدة ، توضح أهم خصائصه الفنية ، وتناقش ما يثيره من قضايا نقدية عديدة ، وهو أمر لا يكفي له جهد باحث واحد محصور ضمن أطر عديدة ، يتصل بعضها بقصر المدى الزمني للدراسة ، ويتصل بعضها الآخر بتواضع مهاراته النقدية . لقد اقتضت منا طبيعة المادة التي - لم يسبق دراستها - اعتماد المنهج التاريخي ، للإستفادة من تركيزه على دور العصر والبيئة في تكوين شخصية الأديب ، والإحاطة بأهم الإتجاهات السياسية و الإجتماعية والثقافية ، وأثرها على الإتجاهات الشعرية للأدب العربي في ( عمان ) ، وعلى البهلاني بصورة خاصة ، من هنا كانت وقفتنا في الفصل الأول من الباب الأول ، محاولين إبراز أهم تلك الإتجاهات ، التي أسهمت في صياغة شاعرية أبي مسلم ، وقد التزمنا بتقديم صورة مركزة ، رأينا أنه لابد منها للتمهيد بين يدي القارئ ، ولوضعه في الأطر التي أثرت على شعر البهلاني وأثر فيها أيضا . وقد استأنسنا بمنهجين آخرين عند الدراسة الفنية لشعر البهلاني ، وهما المنهج الإحصائي والمنهج الأسلوبي ، وقد وظفنا الأول في دراسة موسيقى الشعر ، أما الثاني فهو يحاول البروز من خلال مبحثي الصورة الشعرية والتناص ، وكانت إستفادتنا كبيرة من الدراسة الهامة التي أجراها محمد الهادي الطرابلسي على " الشوقيات " . عندما عزمنا الكتابة عن أبي مسلم لم نكن ننفمل الصعوبة الكبيرة التي ستواجهنا التوفير مصادر البحث ، ولا سيما تلك المتصلة بالجوانب الأدبية والنقدية ، فعلى الرغم من سيرورة شعر البهلاني ، وتعدد طبعات دیوانه ، إلا أن أحدا من الدارسين لم يتناوله بالبحث المعمق ، وما كتبه أحمد درويش في كتابه ( مدخل إلى دراسة الأدب في عمان ) ، لم يتعد ملاحظة شعبية أبي مسلم وإتجاهه الديني ، وغير ذلك مما لا يوضح الأبعاد الفنية المضمنه شعر البهلاني ، والتي كفلت له تلك الشعبية ، وهذا ما حملنا على عاتقنا تحقيقه في هذه الأطروحة ، كذلك فإن الندوة التي نظمها المنتدى الأدبي بالسيب - مع الإشارة إلى أهميتها - أتخذت مسارة تاريخية ودينية / فقهية ، من هنا كان علينا أن نقف وجها لوجه أمام إنتاج أبي مسلم ذاته ، لإستخراج إتجاهاته الموضوعية وقضاياه الفنية ، وسوف نعتمد على نسختين مطبوعتين من ديوان أبي مسلم البهلانيهما : نسخة (۱۹۸۰م نسقط ) ونسخة (۱۹۸۹م ، دم) • ولتوفير المعلومات التاريخية فقد دفعتنا شحة المصادر إلى السفر مباشرة إلى الجمهورية التنزانية )، حيث قضى أبو مسلم ثلثي حياته تقريبا في ( زنجبار) ، من (۱۸۷۸م - ۱۹۲۰م) تحت ظل الحكم العماني ، وقد أمدنا ( أرشيف زنجبار ) بمعلومات هامة عن الصحافة العمانية التي كان أبو مسلم من أبرز أقطابها ، كما وجدنا العديد من الصحف العربية التي أصدرها عمانيون في ذلك المهجر ، وهي توفر من المادة الأدبية ما يفتح مجالا خصبة لدراسات عليا . كما قمنا باستنطاق شعر أبي مسلم لرسم أهم محطاته الحياية ، وشواغله الكبرى والصغرى ، وقد مالنا ذلك الإنخراط ممارسة وتعبيرا في القضية الاستنهاضية ، فشعره يعبر عن همومه وهموم مجتمعه ، كما أمله تنامؤلفاته النثرية - كمؤلف اللوامع البرقية - بمعلومات تساعد على إضاعة هذا الجانب ، كذلك كان علينا أن نستفيد من مقابلاتنا لبعض الشخصيات العلمية العمانية والإستئناس بأرائها . لعله من أبرز ما تهدف إليه هذه الأطروحة هو الإسهام في توضيح الصورة الغامضة عن الأدب العربي في ( عمان )، وهي - إلى جانب مثيلاتها - تمهد لدراسات أخرى، ترسم الظواهر الكبرى لذلك الأدب ، كما تمكن من الموازنة بين الأدباء العمانيين وزملائهم في العالم العربي ، ومدى تلاقي وإستفادة بعضهم من بعض
قالب العنصر
الرسائل والأطروحات الجامعية