لا تبدو مسألة الاندماج الاجتماعي وليدة زمن التأزم بين الإسلام والغرب، والتي أعادت تظهيرها أحداث 11 سبتمبر 2001 مع انطلاق موجة معاداة الإسلام والمسلمين في أميركا وأوروبا، حيث بات الحديث عن اندماج المهاجرين في تلك البقاع مطروحة بقوة، بالتوازي مع تسويق أطروحة فشل محاولات بناء مجتمع متعدد الثقافات، حتى لو كانت ثقافته ذات بعد عالمي كالإسلام، مقابل رؤية تتهم الأنظمة الغربية باعتماد سياسة اندماج صلبة، تدعي استيعاب الجميع على مبدأ التعددية الديموقراطية، وليس تعدد الثقافات؛ ذلك أن الكثير من الإشكاليات المطروحة تتخذ عدة اجتماعيا محضا يقوم على قضايا التنمية ومستويات التعليم والدخل والبيئة، وليس على أساس ديني، بل إن مقاربة هذه القضايا على أساس ديني يزيد من التأزم، وينعكس سلبا على العلاقات بين المسلمين والبلاد التي يستوطنونها كمهاجر. بالرغم من أن دراسات الكتاب الذي بين أيدينا - «الإسلام واندماج المجتمع للمستشرق الأسكتلندي مونتغمري وات . عنيت في المقام الأول بإسلام القرون الوسطى؛ فإنها خرجت بأفكار محددة ومبادئ عامة وثيقة الصلة بمشاكل العالم في الوقت الراهن، إلا أن أطروحته الرئيسة تتلاقى مع کتب سبقته قاربت الموضوع ذاته؛ ككتاب السير هملتون جيب «المحمدية»، وكتاب برنارد لويس «العرب في التاريخ»، ومع كتب أخرى ككتاب براين تيرنر علم الاجتماع والإسلام»، وإرنست غيلنر مجتمع مسلم»، من حيث الارتكاز إلى تحليل المجتمع على أسس اقتصادية تحيل إلى فهم الأبعاد والتحولات الفكرية والثقافية والسياسية، وترتكز إلى أن ثمة حركة عشوائية عقيمة نحو التناسق بين الأمم وداخل كل أمة، أو ربما قد نقول: إن هناك رغبة في تحقيق ذلك التناسق؛ ولكن دون أية قاعدة واضحة لكيفية تحقيقها، وأكثر من ذلك فإن قراءته لا تستقيم إلا إذا كانت ثنائية الوجه؛ أي المؤلف والكتاب.