سعت ‌الدراسة وهي ‌تنظر في‌محاورات‌ الادباء‌ والعلماء ‌ومناظراتهم‌- إلى الاجابة‌ عن‌ الاسئلة ‌الثلاثة‌ الاتية
‌: .1 ما الخصوصية‌التي ‌تميز‌ خطاب ‌الادباء والعلماء‌ من‌خطاب‌غيرهم؟
‌ .2 كيف ‌تعالج ‌أذهان ‌الادباء‌ والعلماء‌ المدخلات‌المختلفة؟
‌ .3 هل ثمة تفسير للقدرة التواصلية العالية بين الادباء والعلماء؟
وللإجابة عن هذه الاسئلة اختارت الباحثة عينة مكونة ‌‌من‌اثنين ‌وثلاثين ‌مجلسا من كتاب "مجالس العلماء" ُالمنسوب إلى أبي القاسم عبد الرحمن الزجاجي. وقد حَدَدت حقَل التداوليات الادراكية، فاختارت منه نظرية "المنا َسبة في التواصل والادراك"، لدان سبربر وديدري ولُسن، وطبَّقت سائر مفاهيم المنا َسبة وآليات اشتغالها. وما بين أصالة "مجالس العلماء"، وقيمة "نظرية المناسبة"، وما بين أصالة التراث العربي القديم، و ِجَّدة العلوم اللسانية ‌الحادثة‌، خلصت‌الباحثة‌ إلى ‌جملة‌ نتائج‌،أهمها‌:
1- تقترح‌ الباحثة‌ توحيد‌ الترجمات‌ العربية‌ لبعض‌ المصطلحات‌،‌ والترجمة‌ الانسب‌ لمصطلح‌ )Cognition(هي الادراك المركزي تميي ًزا له من الادراك الحسي‌‌)perception)،فمصطلح‌ الادراك ‌في‌التراث‌العربي ‌يشمل ‌النوعين‌. .
2- طريقة‌ سبربر وولسن‌في ‌تحليل‌العملية‌ التواصلية‌ ساعدت ‌في‌تقديم‌ قراءات ‌تقريبية لأذهان‌العلماء
3- أبانت ‌نظرية ‌المنا َسبة عن ‌أن ‌خطاب‌‌الادباء ‌والعلماء ‌‌يتميز ‌بخصوصية حاجتِه إلى تأثيرات إدراكية متعددة‌حتى ‌يفهمه‌ الجمهور‌الذي‌هو ‌دونهم‌‌ في‌الكفايات ‌اللغوية‌ والاستداللية‌‌، وهذا مشجع على مواصلة ‌النظر‌إلى ‌التراث ‌بعيون‌ جديدة‌، وإن ‌بعدت ‌الازمنة ‌بين‌المناهج‌ والمدَّونات
4- . أبان تطبيق ‌‌المبدأ‌ الادراكي ‌القائم‌ على‌ تعظيم ‌المناسبة‌ أن‌ الذهن ‌البشري‌ قابل‌ للتوسع‌ والاستزادة ‌في‌ التعلم ‌بقدر ما يُتاح له من مسائل، بغض النظر عن صعوبتها ويسرها.
‌. .5 أبان‌إجراء الفهم أ َّن السؤال والجواب في محاورات العلماء هو ‌أنسب ‌الفئات ‌اللغوية ‌للتحاور؛‌لانه‌ ُ يعالج سريعًا وبجهد قليل، وتشتق معه التأثيرات الادراكية بسهولة غالبًا
.6 أثمرت الاستفادة من نظرية التطور في تجديد الدرس اللساني على نحو شاهر ظاهر؛ إذ قَرر سبربر وولسن أن التأثيرات الادراكية بأنواعها الثلاثة: التقوية، والتعارض، والالغاء، هي تكيُّفات ‌-بالمعنى‌ التطوري‌-‌تحدث ‌في‌الجهاز ‌الادراكي‌البشري‌. ‌‌،ِولكنها ‌‌كشفت‌ عن‌ بين النظريِ والتجريب
.7 قدمت نظرية المنا َسبة تفسيرا للفهم والتواصل، جامعةً أسئلة جديدة تثيرها الباحثة وتسعى للبحث عن جواب يعِدل ما تصورتُه نقصا في تفسير الفهم والتواصل.‌