الفلسفة العربیة الإسلامیة هي إحدى الحركات العقلیة التي نشأت في ظل الإسلام وحضارته وارتبطت به بأنواع مختلفة من الارتباط. فإن الإسلام لم یعبر عن ذاته بعلوم الدین والنقل فقط، بل لقد وجد في علوم الفكر والعقل أیضًا متسعًا فسیحًا للتعبیر عن هذا الذات. ولقد كانت هذه الفلسفة دائمًا محل نزاع ومناقشة بین الباحثین، فقد اختلفوا في اسمها وفي إمكان وجودها وفي الأشخاص الذین شیدوها وأقاموا بناءها، وفي مدى ما فیها من أصالة وابتكار. لكن هذا الاختلاف لم یقتصر على الفلسفة العربیة الإسلامیة وحدها بل لقد شمل
جمیع الحركات العقلیة في القرون الوسطى كلها، إسلامیة كانت أو مسیحیة أو یهودیة، أو وثنیة. فلیس هناك اتفاق حول قیمة الفلسفة المسیحیة أو الفلسفة الیهودیة ومدى أصالتهما وقربهما أو بعدهما عن الفلسفة الیونانیة والإسلامیة. ولا یزال النقاش محتدماً حول أصالة القدیس توما الأكویني مثلًا ومدى استقلاله عن ابن رشد خاصة وفلاسفة الإسلام عامة. وهذا ینطبق أیضاً على موسى بن میمون أعظم فلاسفة الیهود في العصور الوسطى كلها. والذي یهمنا هنا أمر الفلسفة العربیة الإسلامیة: هل یوجد فلسفة عربیة إسلامیة أم لا؟ وما طبیعة هذه الفلسفة إن وُجدت، وما هي خصائصها؟ وإلى أي حد استطاعت أن تتحرر من أسار الفلسفة الیونانیة؟