ليست الزيارة التي قام بها الرئيس باراك أوباما إلى أندونيسيا في نوفمبر مجرد رحلة عاطفية إلى مرابع طفولته الأولى. بل إنها تمثل محاولة متجددة لكشب انتباه المسلمين واحترامهم. وهكذا فلا ينبغي أن تصاب بالإحباط لجمود العملية السلمية في الشرق الأوسط، ولا بسبب الأحداث الهائلة الجارية على الجبهة الباكستانية- الأفغانية. إن علينا أن نركز جهودنا أيضا على جنوب شرق آسيا، وهي أقاليم وجهات تتقدم باتجاه الديمقراطية والسلم، كما أنها بدأت بمواجهة الأصولية الإسلامية. إن المرة الأخيرة التي نظر فيها الأميركيون باتجاه جنوب شرق آسيا، كانت عندما راقبوا عبر وسائل الإعلام عمليات إجلاء الرعايا الأميركيين وإدارتهم وبعض الفيتناميين من سایغون عاصمة فيتنام التي كان الفيتكونغ يتقدمون نحوها عام 1975م. أما كمبوديا ولاوس فقد سيطر عليهما أيضا شيوعيوهما؛ في حين كانت تايلاند ترتعد تحت وطأة الخوف من أن يعبر الفيتناميون الشماليون إليها بدباباتهم فوق نهر الميكونغ. وبعد ثلاثين عاما على تلك الواقعة ما عاد الأميركيون يهتمون بهذا الجانب من العالم. ففي سنوات من الستينات والسبعينات كانت مصائر الولايات المتحدة مرتبطة بهذا الجانب من العالم، وبعد سنوات قليلة كان هذا الجانب قد نسي تماما.