لما كانت الحاجة تفرض على الإنسان تأمین تحركاته اليومية بين نقط بعيدة، فإنه لجأ إلى اتخاذ الدواب وسيلة لتنقلاته والزيادة في السرعة، فكانت الإبل والخيل والبغال والحمير أهم وسائل النقل التي تعامل معها الإنسان في العالم القديم، ولما كان التجار وأصحاب التنقلات الطويلة - الحجاج وطلبة العلم محتاجين إلى تقليص مدة السفر، فإنهم كانوا يعمدون إلى كراء هذه الوسائل في تنقلاتهم البرية، أما فيما يتعلق بالتنقلات البحرية، فإننا لا- نعدم نصوصا تشير صراحة إلى شيوع هذه الظاهرة في الغرب الإسلامي خلال العصور الوسطى، سواء على المستوى الرسمي - الدولة أم على مستوى الأفراد.
وفي كثير من الأحيان كانت الدولة المغربية الوسيطية بعد معركة العقاب تلجأ إلى استئجار السفن من الدول المسيحية خاصة أركون والجمهوريات الإيطالية، فقد نص البند 2و3 من الاتفاقية التي وقعت بين أبي الربيع سليمان و (دون خايمي) ملك أركون ضد ملك غرناطة (ابن الحمر) والمؤرخة في 25 محرم 709 ه/5 يوليو 1309م أن الملك أبا الربيع يتولى دفع ألفي مقال عن كل مركب بمعداته وذخائره ويمتد الدفع لمدة أربعة أشهر، وبعد انتهاء هذه المدة فإنه يتولى دفع ألف مثقال فقط عن الأربعة الأشهر الأخرى، هذا فضلا عن دفع مرتبات الجند المرتزقة العاملين في المراكب بحارة كانوا أم جنودا.