يعلق (جان دو لاروك) أهمية كبيرة على تجارة القهوة بوصفها مأثرة على صفحات كتابه (رحلة الى الجزيرة العربية السعيدة) الذي صدر في عام ۱۷۹۹. تجري في مدينة (تلفاجي) عمليات شراء القهوة من جميع أنحاء تركيا حيث يؤمها التجار من مصر وتركيا لهذا الغرض، ثم يحملون كميات كبيرة من هذه المادة على ظهور الجمال، يحمل كل جمل من هذه الجمال حزما تبلغ قيمة كل واحدة منها ما يقرب من ۲۷۰ ليرة، وتمضي بها الى الموانئ الصغيرة على البحر الأحمر، ومن هناك يتم شحنها على مراكب صغيرة تنقلها الى مسافة 10 فرسخا في عمق الخليج، لي ميناء آخر أكثر أهمية، أي إلى (جدة) أو إلى مكة، ومن هذا الميناء يعاد شحنها على سفن تركية تحملها إلى السويس، وهو آخر ميناء يقع في نهاية البحر الأحمر، حيث تشحن مرة أخرى على الجمال التي تشكل القوافل المختلفة إلى مصر وإلی باقی أقاليم الامبراطورية التركية أو عن طريق البحر المتوسط وتدل هذه الحكاية على ما بلغته تجارة القهوة من أهمية، وكذلك على تلاشی الريبة التي كانت تحيط بأمر تغلغلها في المنطقة.