وثيقة
القيم الأخلاقية ونسيج الفكر الغربي المعاصر
الناشر
وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية
ميلادي
2009
اللغة
العربية
المجموعة
URL المصدر
zcustom_txt_2
الجزيري، مجدي (2009) القيم الأخلاقية ونسيج الفكر الغربي المعاصر. مجلة التفاهم، (27)، 1-13. استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2009/028/pdf/14.pdf
الملخص العربي
إذا جاز لنا أن نعرف الإنسان، فإن التعريف المناسب على نحو ما إنه حيوان أخلاقي. ولعل هذا التعريف يتضمن التعريف التقليدي المتعارف عليه ويتجاوزه معا، أعني تعريفه بأنه حيوان عاقل. ذلك أنه يحتوي داخله كل مسارات العقل الإنساني وتجلياته وتطلعاته، ولعلني لا أبالغ إذا رأيت أنه يصلح أن يكون مقدمة أو مدخلا لتاريخ الفلسفة، فما الذي تعنيه الفلسفة غير إعمال العقل وتأكيد استقلاليته وكرامته وحريته وانطلاقاته الإبداعية في كل المجالات المتاحة له، إعمال العقل يعني الاجتهاد والتسامح والحوار والاعتراف بالآخر ونبذ العنف والرقي والتقدم وتأكيد حق النقد وروح الإبداع، وربما كان هيجل محقا عندما ذهب إلى القول بأن وجود الفلسفة يستلزم الوعي بالحرية، أو بعبارة أخرى الوعي بقيمة الحرية كقيمة أخلاقية، ومن هنا كانت نظرته إلى التاريخ الإنساني باعتباره وعيا بالحرية. ولا شك أن الفلسفة بطبيعتها وجوهرها أخلاقية متى أدركناها في ضوء معناها الشامل الذي يعني تجاوز العالم الطبيعي ومفارقته بكل ما يعنيه هذا العالم من رضوخ واستسلام وخضوع مطلق لمنطق الضرورة والإذعان والحتمية إلى عالم الثقافة بكل ما تعنيه من إعلاء وتقدير للوعي الإنساني في كل انبثاقاته وتجلياته ومساراته الحرة التي لا تحدها أو تكبلها عوائق أو حدود، في عالم الفلسفة لا نتحرك في عالم الطبيعي أو المادي، وإنما نتحرك في عالم الممكن وهو العالم الأخلاقي الجدير بالإنسان وحده. والحق أن، أهم ما يميز الإنسان ويحدد مكانته في سلسلة الوجود العامة هو قدرته على التميز بين الحقيقي والممكن وهي تفرقة نبه إليها كانط في كتابه نقد ملكة الحكم، ويمكن أن نجدها أيضا عند أرسطو في تفرقته بين الوجود الفعلي والوجود بالقوة.
قالب العنصر
مقالات الدوريات