كان السياب (1926-1964) شاعرا كبيرا، أرسى في حياته القصيرة عددا من أسس الحداثة الشعرية العربية، وقاد حركتها بالمثال الشعري الحيوي الناجح. وسأحاول في هذه الدراسة أن أبين كيف أن عددا من العناصر الحداثية التي تمثلتها الحركة الحداثية العربية مدينة للسياب بوجودها. وأظن أننا نخدم الشعر والحقيقة التاريخية عندما نعود بالظواهر إلى جذورها الأولى، غاضين النظر عن الحملات الدعائية الواسعة التي قامت بها في العقدين الماضيين لإرجاع هذه الحركة إلى غير أصولها الحقيقية، متجاوزة أهمية الانجازات الحداثية التي تمت بمعزل عن البيانات والمعلنات بل بصمت أرستقراطي متعفف عن الادعاء.