ثمة مداخل منهجية عديدة لتوضيح مفهوم العيش الآمن في المنظور الإسلامي، وذلك عن طريق حض الإسلام على التسامح والتعارف والتواصل بين الشعوب و الأعراق والأطياف والأديان. فالإسلام بتشريعاته ونظمه يمقت التعصب الأعمى للأفكار والمعتقدات والمذاهب، هذا التعصب الذي يدفع الإنسان إلى تجاوز حقوق الآخرين، والنيل من كرامتهم. وثقافة العيش الآمن هي التي تضبط علاقة الإنسان بعقائده وأفكاره، بحيث لا تصل إلى مستوى التعصب المقيت الذي يقود صاحبه إلى سفك الدماء وانتهاك الأعراض وتخريب الأوطان باسم القيم والعقيدة والدين. فالعيش الآمن هو القبول بالتنوع والاختلاف واحترام الخصوصيات، بما يضمن وجود علاقة إيجابية مع الآخر، بغض النظر عن عرقه وعشيرته ودينه وهويته وغير ذلك، بما يحقق مجتمعة آمنة مطمئنة. ومن ثم فإن المجتمع المتعدد الذي بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبنه على القهر والإكراه، وفرض اللون الواحد الذي يحول دون الاستقرار والأمن المجتمعي، بل بناه على التسامح والتعارف والتعاون وحسن الظن والحوار والاحترام المتبادل، والعدل والمساواة، والحرية وغير ذلك.