وثيقة
إشكالیة الاجتهاد بین العقیدة و التاریخ (العرف و المرأة نموذجًا)
الناشر
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
ميلادي
2005
اللغة
العربية
الموضوع
المجموعة
URL المصدر
zcustom_txt_2
الشتيوري، محمد(2005). إشكالیة الاجتهاد بین العقیدة والتاریخ (العرف والمرأة نموذجًا). مجلة التفاهم،(12)،1-8.استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2005/012/pdf/13.pdf
الملخص العربي
تثیر مسألة الاجتهاد قضایا متعددة تشعب الحیاة الخصیبة بالمتوقع واللَامتوقع و لعل أهم ما یشغل اهتمام الباحثین في تاریخ التفكیر الفقهي لدى المسلمین، تراوح الاجتهاد بین الحركیة و الركود، أو بین الاجتهاد و التقلید. ولیس من غرضنا استعراض أبرز ما قیل في تفسیر عوامل تثاقل حركة الاجتهاد في
مراحل دون أخرى، وإنما حسبنا أن نؤكد ابتداء أنها تظل حركة مشروطة في جمیع مراحلها غیر أن اقتحام میدان الاجتهاد بشجاعة حرصا على العلم أو الرضا تقییداً طلبا للسلامة أمران یختلفان باختلاف مناهج النظر إلى شروط النظر الفقهي تقلیدا و إرسالا. ولا نقصد بالشروط هنا خصوص ما یقال في شروط المجتهد بل نقصد عموم المسلمات الإیمانیة و الشرعیة، و الخلفیات الفكریة و التاریخیة التي یستصحبها الفقیه ضمنیا أو صراحة عند ممارسة النظر تفقها أو تفقیها، و إفتاء أو قضاء. وما الشروط سوى ضوابط و أطر تمنح حركة الاجتهاد مشروعیتها وانتظامها داخلالنسق الإسلامي العام.غیر أن هذه الشروط أو القبلیات التي سماها القدماء "مبادئ مصنفة لدیهم حسب بنیة متدرجة یحكم أعلاها في أدناها، بعضها كلي و بعضها فرعي فیها الثابت الذي لا یجیزون تغیره، وفیها ما یكون محل اجتهاد یقبل النقاش و التفاوض. ولا ریب أن أرقى المسلَّمات التي ینبغي استصحابها عند جمیع العلماء بما فیهم علماء الفقه والأصول -هي مبادئ العقیدة وأصول الإیمان، إذ هي أرسخ الثوابت وأكبر الیقینیات. والحاصل أنه یمكن بناء على ما تقدم حصر إشكالیة الاجتهاد إجمالا في جدلیة معروفة هي جدلیة "الثبات والتغیر" أو " المثال و الواقع " إذ إِنّ الفقیه یجد نفسه باستمرار في مواجهة التقابل بین الثوابت أو الأحكام الإیمانیة والشرعیة المقدسة التي یجب التقید بها، والواقع العملي والتاریخي المتغیر الذي یجب مدُّه بالحلول الفقهیة اللازمة. وما الفقیه سوى
"وسیط معرفي" بین المثال والواقع یتراوح بینهما تفهما وإبانة و تطبیقا مع حرص شدید على تحقیق التطابق بین المثال والامتثال، فالمثال یشده إلى الثبات ویخیفه من الاسترسال في إعمال العقل أو الإسراف في التفكیر، بینما الواقع یضغط علیه بمشاكله المتجددة التي یجب التفكیر فیها بمسؤولیة وجدیة. وسنحاول -فیما یلي من القول- النظر في هذه الجدلیة من خلال أقصى طرفیها، أي أقوى الثوابت وأخف المتغیرات، أو أرقى المثالیات وأكثرها تجاوزا للتاریخ من جهة، وأقرب الواقعیات وأكثرها خضوعا لتحولات التاریخ من جهة أخرى. ونقصد بذلك العقیدة بوصفها مبادئ ثابتة ومسلَّمة والاجتهاد غیر النَّصِّيِّ المحكِّم للأعراف والعادات بوصفه نظرا في حیثیات اجتماعیة مرجعها تواطؤ الناس قولاً وعملًا
مراحل دون أخرى، وإنما حسبنا أن نؤكد ابتداء أنها تظل حركة مشروطة في جمیع مراحلها غیر أن اقتحام میدان الاجتهاد بشجاعة حرصا على العلم أو الرضا تقییداً طلبا للسلامة أمران یختلفان باختلاف مناهج النظر إلى شروط النظر الفقهي تقلیدا و إرسالا. ولا نقصد بالشروط هنا خصوص ما یقال في شروط المجتهد بل نقصد عموم المسلمات الإیمانیة و الشرعیة، و الخلفیات الفكریة و التاریخیة التي یستصحبها الفقیه ضمنیا أو صراحة عند ممارسة النظر تفقها أو تفقیها، و إفتاء أو قضاء. وما الشروط سوى ضوابط و أطر تمنح حركة الاجتهاد مشروعیتها وانتظامها داخلالنسق الإسلامي العام.غیر أن هذه الشروط أو القبلیات التي سماها القدماء "مبادئ مصنفة لدیهم حسب بنیة متدرجة یحكم أعلاها في أدناها، بعضها كلي و بعضها فرعي فیها الثابت الذي لا یجیزون تغیره، وفیها ما یكون محل اجتهاد یقبل النقاش و التفاوض. ولا ریب أن أرقى المسلَّمات التي ینبغي استصحابها عند جمیع العلماء بما فیهم علماء الفقه والأصول -هي مبادئ العقیدة وأصول الإیمان، إذ هي أرسخ الثوابت وأكبر الیقینیات. والحاصل أنه یمكن بناء على ما تقدم حصر إشكالیة الاجتهاد إجمالا في جدلیة معروفة هي جدلیة "الثبات والتغیر" أو " المثال و الواقع " إذ إِنّ الفقیه یجد نفسه باستمرار في مواجهة التقابل بین الثوابت أو الأحكام الإیمانیة والشرعیة المقدسة التي یجب التقید بها، والواقع العملي والتاریخي المتغیر الذي یجب مدُّه بالحلول الفقهیة اللازمة. وما الفقیه سوى
"وسیط معرفي" بین المثال والواقع یتراوح بینهما تفهما وإبانة و تطبیقا مع حرص شدید على تحقیق التطابق بین المثال والامتثال، فالمثال یشده إلى الثبات ویخیفه من الاسترسال في إعمال العقل أو الإسراف في التفكیر، بینما الواقع یضغط علیه بمشاكله المتجددة التي یجب التفكیر فیها بمسؤولیة وجدیة. وسنحاول -فیما یلي من القول- النظر في هذه الجدلیة من خلال أقصى طرفیها، أي أقوى الثوابت وأخف المتغیرات، أو أرقى المثالیات وأكثرها تجاوزا للتاریخ من جهة، وأقرب الواقعیات وأكثرها خضوعا لتحولات التاریخ من جهة أخرى. ونقصد بذلك العقیدة بوصفها مبادئ ثابتة ومسلَّمة والاجتهاد غیر النَّصِّيِّ المحكِّم للأعراف والعادات بوصفه نظرا في حیثیات اجتماعیة مرجعها تواطؤ الناس قولاً وعملًا
قالب العنصر
مقالات الدوريات