تسعى هذه الدراسة إلى استقراء التطور الفكري المعاصر في موضوع القيادة، لاستنباط وتحديد أين نحن في المسار الفكري والتطبيقي، من خلال التركيز على النموذج المعياري في القيادة الذي قدمه الباحثان Yetton) & Vroom (عام 1973 الذي ال يشترط – كما هو الحال في معظم النماذج والنظريات التقليدية والسلوكية – نمطًا محددًا للقيادة، وإنما يفترض أن النمط القيادي يتغير مع تغير ظروف الموقف والمشكلة التي تواجه القائد (2000 (Day, 2001) et.al. (Yammarino, 2006) (Yukl, مما يستدعي الربط بين القيادة وأتخاذ القرار باعتبار أن الأخير هو الوسيلة الفاعلة للتعامل مع المواقف والمشاكل، التي يمكن من خلالها تشخيص وتحديد النمط القيادي المستتر لدى القائد 2000) (Vroom, 2009) Snell, & .(Bateman
وبناء على ذلك، فقد تم انتخاب عينة عشوائية مكونة من (100) شخص يشغلون مناصب قيادية في القطاع الحكومي العراقي، وزعت عليهم استبانة الدراسة، وبعد أجراء عملية التحليل للإجابات، ومطابقتها مع المسارات المشخصة في شجرة القرارات المعتمدة في النموذج برزت للباحث أنماط القيادة لدى أفراد العينة، حيث بلغت نسب اعتماد النمط الاستبدادي (النوع الأول) (AI) Autocratic %24 والنمط الاستشاري (النوع الثاني) Consultative (CII) ( (%28 والنمط الجماعي (Group) %28 من إجمالي عدد المستجوبين. ولم يتبين من نتائج التشخيص أن أيًا من أفراد العينة المبحوثة يتسم نمطه القيادي بالاستبدادي (النوع الثاني) AII Autocratic أو بالاستشاري )النوع الأول)CI . Consultative كما ثبت من نتائج هذه الدراسة الاختبارية إمكانية التعويل على النموذج المعياري للقيادة في كشف وتشخيص الأنماط القيادية، وصحة سريانه في البيئة العراقية.