تتمحور مشكلة الدراسة في مدى تثمين التراث الثقافي بكونه أداة فاعلة في المجتمعات ، ومحركا أساسيا في تعزيز الهوية والثقافة العربية .هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع إتاحة المكتبة الوطنية في الجزائر للتراث الثقافي والتعريف بأهميتة وتثمينه، وكذا الوصول إليه والإستفاده منه،من قبل الباحثين في الوسط الأكاديمي.وجرى تنفيذ البحث وفق منهجية تضمنت إطار نظري وإطار ميداني، وتم إختيار مسؤولة مصلحة الإعلام الآلي كعينة فريدة من ست موظفين عاملين في المكتبة. كما إعتمدنا في دراستنا على الملاحظة والمقابلة كأداة مناسبة للموضوع.
توصلت الدراسة إلى نتائج عدةنذكر منها: وجود صعوبة لدى المكتبة الوطنية في تعزيز الهوية والثقافة العربية لتراثها ، نظرا للعراقيل التقنية في إستخدان التقنيات الحديثة في إتاحة وتعزيز تراثها الثقافي ، ونجد على سبيل المثال نظام SYNGEB يستخدم في إدارة متحتوى التراث الثقافي ، وهذا النظام لا يدعم مستوى تعزيز الهوية والثقافة العربية، بسبب عدم توفره على مواصفات معيارية تقنية وفنية ذات جودة تمكن من تعزيز التراث على نطاق واسع، وتعمل المكتبة الوكنية على تفعيل الهوية والثقافة العربية من خلال التفكير في وضع آليات وإستراتيجيات تمكن من التعريف بتراثها الثقافي ، وتعزيزه عبر بوابة معرفية في طور التجسيد من خلال مشروع حول مكتبة التراث العالمي التي تتوفر على إمكانات التعزيز للتراث ،فضلا عن وضع إستراتيجية وطنية مع مرعاة حقوق الملكية الفكرية ، هذه الأخيرة التي تعد عائق يعترض الباحثين والمجتمعات في الوصول إلى التراث الثقافي.