يرجع تاريخ مشكلة التملح بالمنطقة الساحلية للباطنة إلى أوائل التسعينات وذلك بعد أن تم التعرف علي أبرز مسبباتها وهو استنزاف الطبقة المائية السطحية. غير أن تداخل مياه البحر في الطبقة المائية السطحية في منطقة الباطنة لا يزال يتقدم بسرعة مثيرة للقلق. يعني هذا البحث بتقييم الخسائر الاقتصادية التي تسببها الملوحة على الزراعة وقد ركزنا في هذه الدراسة على متابعة أنموذج يتكون من 61 مزرعة تابعة لأربعة ولايات من منطقة الباطنة وهي ولاية بركاء والمصنعة والسويق وشناص وتتعلق المعلومات التي تم جمعها بحجم المزرعة وبملوحة المياه الجوفية وبانواع المحاصيل وإنتاجية المحاصيل والمدخلات. وقد تم تقسيم المزارع إلى ثلاثة أصناف حسب مستويات الملوحة: ملوحة منخفضة وملوحة متوسطة وملوحة عالية. كما تم استخدام نظرية البرمجة الخطية للوصول بكل نوع من المزارع المذكورة إلى أقصى حد في الربح تحت تأثير العوائق التالية: المياه ومساحة الأرض واليد العاملة. تم تقدير الخسائر الاقتصادية التي يتكبدها المزارعون جراء ملوحة الأراضي بواسطة مقارنة الربح الناتج عن الأصناف الثلاثة المختلفة للمزارع. أظهرت النتائج أن هذه الجدوى في المزارع ذات الملوحة المنخفضة تساوي 2 , 197ريال عماني في الهكتار الواحد بنسبة تفوق 28% عند المزارع ذات الملوحة المتوسطة وبربح يعادل , 581 ريال عماني في الهكتار وكذلك بنسبة تفوق 71% في المزارع ذات الملوحة العالية. أما الجدوى الاقتصادية في المزارع ذات الملوحة العالية فكانت هي الأقل من غيرها وتقدر ب 638 ريال عماني في الهكتار. وقد تم استخدام نظرية البرمجة الخطية لاحقا في تجربة اعتماد الوسائل العملية والأصناف المستوعبة للملوحة التي أجريت عليها تجارب في مركز البحوث الزراعية بالرميس خلال سنوات 2007\2009 فبينت النتائج أن الطماطم صنف "جنان" هي الوحيدة التي تشكل جزءا من المحاصيل بالمزارع ذات الملوحة المتوسطة كما تمثل حوالي % 62 من جملة محصول هذا الصنف من المزارع. لذا فانه بإدخال هذا النوع من زراعة الطماطم في المحصول يصبح بالإمكان تحسين الجدوى إلى نسبة تصل إلى 6% مما يدل بعبارة أخرى على أن تأثير الملوحة يمكن أن يتراجع بنسبة 6%. وقد بينت نتائج التجارب على المحاصيل العلفية أن الشعير والذرة والذرة البيضاء ليست ذات جدوى إذ انه لم يتم اختيارها من قبل أنموذج البرنامج. وتقدر الزيادة اللازمة لمحصول الذرة بحوالي , 827 ریال عماني للهكتار بالنسبة للمزارع ذات الملوحة المتوسطة وحوالي 3 , 746 ريال عماني للهكتار بالنسبة للمزارع ذات الملوحة العالية حتى تصبح هذه المحاصيل قادرة على منافسة المحاصيل العلفية الموجودة حاليا. هذا يقودنا لاستنتاج أن هذا المحصول لا يمكن أن ينافس المحاصيل العلفية الموجودة ذات الجدوى الأعلى وبالتالي فإنه من الأسلم التخلي عن البحوث المتعلقة بالخرة كحل لمشكلة التملح كما يجب أن توجه الجهود إلى تطوير أعلاف حشائش الرودس وري البرسيم ووسائل الإدارة الأخرى.