جودة البيئة الداخلية تشمل مجموعة من العوامل، وهي الأحوال الحرارية، والأحوال البصرية، والأحوال الصوتية وجودة الهواء الداخلية. تعتبر جودة البيئة الداخلية مؤشرا هاما على صحة شاغليها ورفاهيتهم وإنتاجيتهم، خاصة في المباني التعليمية حيث يقضي الطالب معظم وقتهم في الداخل. على الرغم من أن عمان تقع في منطقة ذات ظروف مناخية قاسية، الأ أنه على حد علم الباحثة، ال يوجد بحث منشور ي تناول تقييم جودة البيئة في المؤسسات التعليمية. في محاولة لسد هذه الفجوة المعرفية، تهدف هذه الأطروحة إلى تقييم جودة البيئة الداخلية في فصول دراسية مختارة في جامعة السلطان قابوس في عمان، كما تهدف إلى استكشاف تصور الطالب والتحقيق في الأحوال الحالية للبيئة الداخلية في الفصول الدراسية. تم اتباع نهج مختلط إلجراء هذه الدراسة، والتي تنطوي على تقييمات ذاتية وموضوعية. التقييمات الذاتية عبارة عن استبيان يقوم الطلبة بتعبئته بناءا على احساسهم، ورضاهم، وتفضيلهم. التقييم الموضوعي عبارة عن قياسات فيزيائية مثل درجات الحرارة، والرطوبة النسبية، وسرعة الهواء، ومستوى الأضاءة، ومستوى شدة الصوت، وتركيز ثاني أكسيد الكربون باستخدام أدوات متخصصة. لقد تم إجراء الأستطالع في تسعة فصول دراسية وبمشاركة ٤٧٥ طالب وطالبة من جامعة السلطان قابوس. كشفت النتائج أن الأحاسيس الحرارية للطلبة تتمحور بين محايد إلى بارد، وهذا يختلف قليال عن نطاق الراحة المحدد بواسطة الجمعية الأمريكية لمهندسي التدفئة والتبريد وتكييف الهواء المعروفة ب ) ASHRAE). للطلبة كانت تتمحور بين خافتة قليالً ومشرقة قليالً راحة. فيما الأحاسيس البصرية ، والتي تعتبر ضمن نطاق ال يتعلق بالحالة الصوتية، تتمحور أحاسيس الطلبة بين صاخبة قليال وهادئة، وهذا النطاق هو نطاق الراحة. أما بالنسبة إلى تصورات الطالب لجودة الهواء الداخلي في الفصول الدراسية، تجمعت أصوات الأحاسيس بين سيئ بنا ًء إلى جيد. بنا ًء على تصورات الطالب عن البيئة الداخلية، فإن الفصول الدراسية مريحة، و على القياسات الموضوعية، كانت المتغيرات المقاسة غير متوافقة مع نطاقات الراحة المحددة بواسطة المعايير الدولية. كما كانت درجة الحرارة أقل من نطاق الراحة ، حيث بلغ متوسط درجات الحرارة 21.1 درجة مئوية، وكان مستوى الأضاءة ضمن النطاق الموصى به في جميع الفصول الدراسية باستثناء بعض المناطق المعتمة، حيث يتراوح مستوى الأضاءة المقاسة في الفصول الدراسية بين ١٥٤ لكس إلى ٤١٣ لكس، أما الظروف الصوتية للفصول الدراسية التي تم فحصها كانت غير مريحة، حيث تجاوز مستوى ضغط الصوت 59.4 ديسيبل، و بالنظر إلى ثاني أكسيد الكربون، كان مستوى التركيز أعلى من المستوى الموصى به، حيث كانت القيمة المتوسطة المقاسة 2012.7 جزء في المليون. بنا ًء على هذه النتائج، من الواضح أن الفصول الدراسية التي تم فحصها غير مريحة. مع الأهتمام المتزايد بالبيئة الداخلية وتأثيرها على رضا المستخدمين وراحتهم داخل المباني، تم التركيز بشكل كبير على الوزن النسبي للعوامل المختلفة المؤثرة على البيئة الداخلية من خالل تحديد الأهمية النسبية لكل عامل على حدة. اقترحت هذه الدراسة وزن نسبي لعوامل البيئة الداخلية بنا ًء على رأي أعضاء هيئة التدريس في كلية الهندسة والطالب، وتم الحصول على الوزن النسبي باستخدام عملية التحليل الهرمي المعروفة ب)AHP )لحساب الأهمية النسبية لكل عامل. بالنظر إلى أوزان IEQ الناتجة من أعضاء هيئة التدريس في كلية الهندسة والطالب، فقد لوحظ أن ترتيب العوامل الأربعة متقارب. كانت الأوزان المخصصة للأحوال الحرارية، والأحوال البصرية، والأحوال الصوتية، وبيئة الجودة الداخلية، هي ٠،٢٦٨ و٠،٢٥٧ و٠،٢٤٠ و٠،٢٣٣ على التوالي. بنا ًء على ذلك، تم اعتبار العوامل الأربعة مهمة في الفصول الدراسية بشكل متساو. تفيد نتائج هذه الدراسة في تعزيز التجربة التعليمية للطالب في جامعة السلطان قابوس. علاوة على ذلك، يمكن استخدامها كمرجع لمزيد من التحقيقات في جودة البيئة الداخلية للمباني التعليمية، وخاصة في المناخات الحارة. معظم الدراسات التي اقترحت وزنا نسبيا لجودة البيئة الداخلية كانت من مناخ البحر الأبيض المتوسط والمناخ الشبه الأستوائي، ولم تقترح أية دراسات وزن نسبي لجودة البيئة الداخلية في المناخ الحار على حد علم الباحثة. لسد هذه الفجوة، تم اقتراح وزن نسبي في هذه الدراسة. يمكن أن يوجه الأستخدام المناسب للوزن النسبي المهندسين المعماريين والمصممين لتصميم مباني مريحة وموفرة للطاقة.