أدت التنقيبات الإنقاذية التي أجريت في عام ٢٠١٦م على طول الحزمة الثانية من طريق الباطنة السريع في سلطنة عمان إلى اكتشاف ٢٥ مبنى جنائزي منظمة في مجموعتين رئيسيتين (سفوح جما ووادي بنيف). تقع منط- البحث في سهل الباطنة الجنوبي عند سفوح جبال الحجر. أدت الدراسات السطحية الأولية إلى تحديد مجموعتي القبور التي تم التنقيب عنها بالطريقة الطبقية ، وتم توثيقها باستخدام تقنيات المسح وتسجيل البيانات الحديثة، بما في ذلك أخذ عينات من الرفات البشرية. تقع أكثر مجموعات القبور الركامية إثارة للاهتمام وأفضلها حفظا في مناطق جمّا الداخلية (الرستاق)، أو على قمة التلال المنخفضة وعلى منحدراتها، أو على مصاطب الأودية وقيعانها. وقد سمحت دراسة القبور، بالإضافة إلى التحليل الأولي للعناصر المعمارية، وتقنيات البناء، وممارسات الدفن، بتحديد الأنواع البنائية، ووصف استخدام القبور، وإعادة البناء، وأنشطة إعادة الاستخدام والنهب، وكذلك إلقاء نظرة على الطقوس والممارسات الجنائزية. ويمثل تأكيد عادة إعادة استخدام القبور السابقة، والذي استمر على مر القرون، وغالباً ما يؤدي إلى تعديل المظهر الأصلي للبناء وتغيير محتواه النتيجة الأكثر وضوحاً لهذه الدراسة. ويبدو أن المقبرة قد استخدمت من العصر البرونزي، ربما فترة حفيت حتى فترة ما قبل الإسلام الحديثة، وذلك كما يتضح من الأدوات الجنائزية التي تتكون أساسًا من الحلي الشخصية مثل اللؤلؤ، والخواتم والأقراط والأسلحة والأدوات المعدنية مثل السيوف، ورؤوس السهام، والفأس المسطحة. إن الغرض من هذا البحث هو تقديم بيانات أصيلة عن الممارسات الجنائزية، بما في ذلك عادة إعادة استخدام القبور الموجودة مسبقا، وتوضيح نتائج التنقيبات الإنقاذية على الطريق السريع.