تُمثّل أمريكا في التاريخ المعاصر أكبر خزّان للكنائس والحركات الدينيّة المسيحيّة، وهو خزّان متحرّك ومؤثّر في الخيارات الاجتماعيّة والتعليميّة والتربويّة، بل وفي الخيارات السياسيّة أيضاً، بما له من أثر واضح على جملة من السياسيّين والتوجّهات الحزبيّة. لم يبق هذا الحراك الديني حبيس الولايات المتحدة، بل امتدّت آثاره إلى آفاق بعيدة في العالم، من أمريكا الجنوبية المجاورة إلى أوروبا إلى إفريقيا وآسيا. هذا الحراك الديني الذي ظهرت طلائعه مع زحف الكنائس المسيحية والنحَل الدينية والمذاهب الألْفيّة في شتّى أنحاء العالم يبقى النعت الغالب عليه الإنجيليون الجُدد، وإن تنوّعت المكوّنات وتباينت الطروحات أحياناً، ليلوح ما يجمع هذا النمط من التديّن، رغم شدّة التنوّع، وهو الانطلاق من مفهوم جديد في الدين والدنيا يقطع مع النظرة الكلاسيكيّة للبروتستانتيّة التقليدية، ومع مختلف الرؤى النابعة من « الإصلاح » الأوروبي.