من وحي رحلتي إلى الصحراء العمانية كانت هذه اللوحات. لقد مثلت الكثبان التي شاهدتها مكانا سحريا مضمخا بألوان لم أكن أعتقد أبدا بإمكانية وجودها في تلك المساحات الرملية الشاسعة. وكان التحدي الذي واجهني هو الرسم بشكل كلي عبر استعادة ذاكرتي لما شاهدته من أجواء غامضة ومثيرة، وهي طريقة للرسم أكثر تعقيدا لكنها أفضل إيحاء من التوثيق الاعتيادي للرحلة.
فمنذ عودتي من صحراء سلطنة عمان في العام 1996، وأنا اشتغل على عدد من الرسوم، تمثل سلسلة مكثفة بحد ذاتها. وكان مصدر الفضاءات التجريدية التي رسمتها تلك الألوان الباهرة للرمال التي عبرت البصر بكثافة على مدار 8أيام خلال رحلة قوامها ثلاثة آلاف ميل، جابت فيها سيارتي الربع الخالي غير المأهول، على خطى المغامر والرحالة البريطاني ولفريد ثيسجر.