طبع كتابه: "مدنٌ فارسیة" L.lockart 1-1 الموقع والتكوین: في العام 1960 م أعاد والذي نُشِ ر من قبل عام 1939 م بعنوان: مدن إیران الشهیرة). ویتضمن الكتاب وصفاً بسیطاً لثلاثٍ وعشرین مدینةً إیرانیة، وما أسهم ذاك العرض أبداً في فهم الحضرية الإیرانیة. وما نزالُ بعیدین عن فهم العوامل التي حكمت تطور الحواضر الإیرانیة. وكنتُ في العام 1979 م قد حاولْتُ مقاربة الموضوع نفسه استناداً لبحوثٍ میدانیة، وقراءات وبسبب الظروف السیاسیة آنذاك، ما . (Gaube, واسعة في المصادر الأدبیة( 1979 ماستطعتُ توسیع استكشافاتي. ولذلك فسأحاولُ هنا تتبع تطورات وأشكال المدن الإیرانیة التقلیدیة؛ بمعنى المدینة كما كانت قبل العشرینات والثلاثینات من القرن العشرین، حین اجتاحتْها تغییراتٌ غیّرت من مظاهرها، كما حدث مع كلّ المدن في الشرق الأوسط. فبعد المقدمة التي تُعنى بالأوضاع الجغرافیة وأوضاع الريّ في الحواضر، كما بمتغیرات الاستقرار بإیران؛ سأعرض بالدراسة لمدینتین نموذجیتین، تستدعیان بحكم اختلاف الموقع والتاریخ، مقارباتٍ منهجیةً مختلفة. وسأبدأ في الغرب بأصفهان، حیث یمكن تمییز
طبقاتٍ من التطور، وصولاً إلى الخطة الأولى للمدینة، والتي تُظهر الشكل الرائديَّ لهذا النمط من الحواضر. وسیتم التركیز على الحِقَب ما قبل العهد الصفوي؛ إذ سوف أعرضُ للنموذج الصفوي في موقعٍ آخر. ثم أَمضي نحو المشرق، إلى هراة في أفغانستان المعاصرة. حیث تمثُّل هذه المدینةُ نمط شرق إیران. والواقع أنّ مقاربتي لن تكونَ وصفیة، بل منهجیة. وبعرضي لهذین النموذجین للحضرية الإیرانیة، أُریدُ أن أقدّم طریقةً یتلاقى فیها العمل المیداني مع معلومات المصادر الأدبیة.