إذا ما طلب من المرء الكلام يعجز اللسان، ويظل القلم حائرا ماذا يكتب؟ حتى يلهم الحق سبحانه وتعالى. وحده الإنسان ليعبر عن موضوع ما، وفي هذا البحث سنحاول توضيح أهمية مكتبة الإسكندرية القديمة، وكيف تم التخطيط لها من قبل الإسكندر الأكبر لتصبح أول مكتبة عالمية في التاريخ الإنساني، ودور كل من بطليموس الأول والثاني من بعده في النهوض بها، وكم كانت تحتوي من الكتب والمجلدات، وبعد ذلك نعرج على قضية هامة جدا وهي اتهام البغدادي وهو مؤرخ عاش في القرن السادس وأوائل القرن السابع الهجري/ الثاني عشر الميلادي. لعمرو بن العاص بحرق المكتبة، واستخدامه ما تضمنته من لفافات ومجلدات في تدفئة المياه في حمامات الإسكندرية لمدة ستة أشهر، وانسياق عدد من المؤرخين القدامى والمعاصرين وراء روايته، ثم نوضح الأدلة على دحض وتلفيق تلك الرواية، وبعد ذلك جهود جامعة الإسكندرية في إحياء المكتبة مرة ثانية، إلى أن تحولت إلى عين اليقين وحق اليقين؛ لتباشر دورها الريادي التنويري والثقافي لكافة أرجاء المعمورة.