وثيقة

مسألة الكبائر و ظهور الفرق في الإسلام.

الناشر
وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية.
ميلادي
2008
اللغة
العربية
zcustom_txt_2
شتيوي، محمد (2008). مسألة الكبائر و ظهور الفرق في الإسلام. مجلة التفاهم، (21) [1-13].
الملخص العربي
إن أول ما ينبغي التنبه إليه في الشأن الإسلامي، أن مشكلة التطرف عندنا تتخذ أبعادا كبيرة، بسبب ضخامة حجم الدين والأمة وامتداداتها الجغرافية والثقافية والديموغرافية، فقبل أشهر لاحظت إحصائية فاتيكانية أن عدد المسلمين أكبر من عدد الكاثوليك بحوالي المائتي مليون، والواقع أن الفروق العددية أكبر من ذلك بكثير لكن الأهم أن التنظيم الديني مختلف بين المسلمين والكاثوليك اختلافا شاسعا وليس في العقيدة والتاريخ فقط، بل وفي الحاضر أيضا، فالأصل عندهم قائم على المؤسسة الهرمية وفيها، بينما هو عندنا في الأمة) ولديها، وهو ليس ذا طابع عقدي، ولسنا نريد هنا متابعة المقارنات، بل المقصود أن هذا الحجم الهائل يوسع من حدود القضايا والمشكلات والتي لا يكفي في التصدي لها الركون إلى التوحد العقدي ثم إنه سواء أرضينا عن التنظيم الفضفاض أم لم نرضی؛ فإن التغيير والتبديل باتجاه المركزية لم يعد ممكنا ولا متاحة الآن، فضلا على أنه ما حدث من قبل.
إن التصدي للمشكلة يكون بالبدء في تغيير الوعي بالأوضاع الإسلامية والعالمية إذ إن أبرز أسباب التشدد الإحساس لدى مجموعات واسعة من المسلمين أن الدين والأمة يواجهان أخطارا ماحقة وأنه لابد من مواجهة هذا العالم المعادي بالمزيد من التشبث بأهداب الدين، ومن ضمن هذا الوعي الذي يخالف الواقع أن الإسلام ينحسر بالداخل الإسلامي أيضأ ولابد من نصرة الدين وإحكام قبضته على الناس، وقد نجم عن هذا الوعي بالأخطار الداخلية والخارجية: في الداخل ظهور جماعات تريد من خلال النبذ والتكفير والدولة الدينية إلى وضع كثرة من الناس خارج حظيرة الإسلام أو داخلها بحسب فهمها بالقوة، وفي الخارج أو تجاهه: إقدام مجموعات أيضا على شن حرب على العالم بحجة الدفاع عن الإسلام الذي يتعرض للهجوم، وقد كان من نتائج ذلك المبادرة لشن حروب على المسلمين تحت اسم مكافحة الإرهاب. والواقع أن هذه التطورات وكما سبق القول جرت و تجري في الوعي وليس في الواقع، فالإسلام في الداخل عزیز وقوي ويزداد عزة وقوة، ثم إنه انتشر في المهاجر، وظهرت له قوی وجاليات في سائر أنحاء العالم بحيث لا يمكن الحديث عن انحسار من أي نوع فالمسلمون موجودون اليوم وبقوة في نواحي ومجالات ما كانت معروفة لهذا الدين في أي حقبة من حقب تاريخه، أما الهجمات من الخارج فليست أكثر ولا أقوى من أي فترة سابقة، وقد كان المسلمون يواجهون تلك الهجمات بدون مقاييس ولا سياقات ولا ثوابت في العلاقات بين الأمم والأديان أما اليوم فإن هناك سياقات وثوابت لا يمكن لأحد اختراقها بسهولة
لابد إذن من تغيير الوعي الذي خلخلته وأزمته صدامات الحداثة والعصرنة، وأزمته أيضا القلقلة في النظام الدولي بعد انتهاء الحرب الباردة ولا يمكن تصحيح الوعي وتحريره من التأزم إلا من طريقين: النهوض القائم على التنمية والاستقرار ووجود النخب الملتزمة والعارفة بأوضاع المسلمين وأوضاع العالم، والحق أن النقص واضح في الأمرين لكن أعباء القيام بذلك لا تقارن بالأعباء الناجمة عن العنف والتشدد والتطرف والانشقاقات.
قالب العنصر
مقالات الدوريات

مواد أخرى لنفس الموضوع

الرسائل والأطروحات الجامعية
7
1
المقبالية, سلطانة بنت سليمان بن سيف.
جامعة السلطان قابوس
2019
مقالات الدوريات
0
0
الخادمي, نور الدين.
وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية
2010
مقالات الدوريات
0
0
فرشوخ, محمد أمين.
وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية
2008