وثيقة
مسألة التعايش بين أهل الديانات في التجربة الأندلسية
الناشر
وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية
ميلادي
2009
اللغة
العربية
الموضوع
المجموعة
URL المصدر
zcustom_txt_2
إليوت، ج. هـ. (2009) مسألة التعايش بين أهل الديانات في التجربة الأندلسية ، (26)، 1-4. استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2009/026/pdf/27.pdf
الملخص العربي
عندما يدخل المرء إلى الجامع الكبير بقرطبة، والذي تحول إلى كاتدرائية بعد سقوط الأندلس عام 1492م؛ يخيل إليه الأول وهلة أن الانسجام والسكينة يسودان المكان ويبعثان رسالة بشأن السلام الأيدي الذي ينتظر المصلين والمتعبدين. لكن نظرة أدق إلى المكونات الهندسية والشعائرية الدينية التي تحيط بها تشعر بأن هذا الانسجام الظاهر خادع، وأن الاختلاف والتعدد هما الرسالة الثانية التي يبعث عليها هذا الصرح. فالأعمدة الرخامية التي يغ بها المسجد ليست متحدة أو متشابهة. ذلك أن عبد الرحمن الأول (أو الداخل) أمير مدينة قرطبة عندما أراد أن يبني الجامع الكبير عام 780م استخدم أعمدة وتيجانا لتلك الأعمدة مستلة من الأبنية القوطية والرومانية السابقة والتي كانت منتشرة على مساحة واسعة من شمال إفريقيا وإلى ناربون. ولذا فإن الجامع القرطبي الذي يذكر بالجامع الأموي الكبير بدمشق، والذي بناه أجداد عبد الرحمن، يذكر أيضا بالأبنية الرومانية والأبنية المحلية بأسبانيا القوطية المسيحية. وقد بني المسجد الجامع على أنقاض كنيسة قوطية على اسم القديس فييانت، كان المسلمون يشاركون المسيحيين في جزء منها للصلاة قبل بناء المسجد محلها. ثم إن الكنيسة ذاتها بنيت على أنقاض معبد وثني روماني بعد القرن الرابع الميلادي. وهكذا فإن قرطبة العصور الوسطى بمسجدها الكبير كانت مكانة تلاقت فيه الثقافات والأديان وتمازجت وتقاطعت.
قالب العنصر
مقالات الدوريات