لقد مر الاحتكاك الحضاري بين الإسلام والغرب بمراحل وجولات أبرزها: الجولة الأولى مع الفتوحات الإسلامية، ثم الجولة الثانية مع الحروب الصليبية (ق 11- ق 13 م)، ثم الجولة الثالثة مع الفتوحات العثمانية التي كانت بداية للتوغل الإسلامي في أوروبا النصرانية، وأتت الجولة الرابعة، وهي استعمار العالم الإسلامي. وقد رافق علاقة الاحتكاك هذه بغد، حضاري وثقافي شديد الوضوح والاستقطاب يمكن حصره في المراحل التالية: حصول حركة الترجمة في أواخر الدولة الأموية، ثم تطورها في عهد الدولة العباسية. وقد كان تأثير الغرب هنا تأثيرا اختياريا، تم بمبادرة من المسلمين ورغبة منهم في الاستفادة من المنجز الغربي (الروماني والفارسي)، ولم يكن فعلا ثقافيا مفروضا من (الآخر). تأثير الإسلام بفعل التفوق الحضاري والعسكري على مراكز الضعف الثقافي والحضاري في الغرب، كان من نتائجه حدوث ما يسمى بالاستيقاظ الغربي، توج بعصر النهضة الأوروبية فيما بعد. وتتميز فيها العلاقة مع الغرب ب(التغريب) الذي بدأت جذوره منذ غزو نابليون لمصر عام 1798م.