نهدف في هذا البحث إلى الحدیث عن قراءة إسلامیة للنص الإبداعي. ولا بد في البدایة من أن نلقي الضوء علَى مكونات عنوان هذا البحث، فهناك أولا (القراءة الإسلامیةوهناك النص الإبداعي، وهناك أیضا سؤال المنهج، أما إدخال كلمة قراءة في هذا البحث فكان لأننا سنتحدث عن النقد الأدبي. وهذا النقد قراءة، ولماذا النقد قراءة؟ نعرف أن النقد یعتمد النص موضوعا له. فالنقد نص لكنه یشتغل علَى نص آخر. الشغل علَى نص آخر یعني أولا وقبل كل شيء قراءة هذا النص ومعرفته وأضفنا الإسلامیة للقراءة لأننا لن نتحدث عن القراءة بشكل عام، ولكن سنتحدث عن قراءة مخصوصة. وهي القراءة الإسلامیة والمقصود بها هنا هو الكیفیة التي یتم بها التعامل مع هذا النص في الكشف عن مواطن القوة فیه، وكذلك مواطن الضعف التي تتخلله، وتقویمه من خلال الحكم المسؤول علیه انطلاقا من مكوناته الفنیة ومقوماته المعنویة. وقد ورد في كلامنا عن القراءة كلمتا (الكیفیة) و(الحكم. أما الكیفیة هنا فإنها لا تعني الجانب الشكلي في العمل النقدي بل یدخل فیها الجانب الفكري والتصور الذي یصدر عنه
هذا الناقد.