تم عزل العديد من الكائنات الحية الدقيقة الطبيعية المحبة للملوحة الشديدة وذلك من التربة الملوثة بالزيوت البترولية ومن الماء من أجل الحصول على كائنات لديها المقدرة على تكسير المواد الهيدروكربونية في المختبر. الكائنات الحية التسعة المعزولة و الموفرة لهذه الدراسة تم تمييزها بواسطة العديد من الخصائص الظاهرية (الفيزيائية). وبناءا على النتائج الفسيولوجية والبيوكيميائية إلى جانب نتائج الحساسية للمضادات الحيوية تم تقسيم الكائنات المعزولة إلى ثلاث مجموعات. من خلال دراستنا لمعدل نمو المجموعات الثلاث والممثلة في ثلاث معزولات، تبين أن اثنان من الكائنات والتي تم ترميزها ب :SYTC و ST1S2 لديهما زمن تكاثر أجيال متقارب يساوي 2 . 87 و 3 . 84 ساعة ، بالترتيب. أما المعزول الثالث (H1YTC) فكان الأبطأ في النمو إذ أن زمن تكاثر الأجيال له يساوي 12 . 8 ساعة. من الناحية الشكلية, جميع الكائنات المعزولة عبارة عن جرام - سالب، متغيرة اللاهوائية، تأخذ الشكل العصوي و تتحرك بواسطة سوط ينبع من وسط الخلية. اثنان فقط من المعزولات التسعة (H1YTCو HBNS1) أظهروا تغيرا في شكل الخلية نتيجة تغير ملوحة الوسط الذي تعيش فيه. أما باقي المعزولات فقد احتفظت بشكلها العصري المميز مع تغير تركيز الوسط الملحي. أوضحت نتائج تحليل الليبيدات القطبية أن المعزولات الممثلة المجموعات الثلاث تحتوي على نظير الأثير الثنائي لفوسفات الجليسرول وعلى استر فوسفات- ثنائي الجليسرول ميثيل الفوسفات. البنية الدقيقة لخلايا الكائنات المعزولة أظهرت و جود الجدار الخلوي إلى جانب أن جميعها كان ذو حساسية شديدة للأمبيسيلين. و بما إن الأمبيسيلين يثبط نمو الجدار الخلوي، اقترحنا بأن هذه المعزولات لیست آركيا ولكن تنتمي إلى البكتيريا المحبة للملح. بالرغم من أن آلية تكسير الهيدروكربونات في البيئات شديدة الملوحة ليست معروفة إلى الآن، لكن النتائج التحليلية لكروماتوجرافيا- مطيافية الكتلة أعطت دلائل كثيرة بأن أحد الكائنات المعزولتيمكن أن يستخدم كمادة حية مكسرة للمواد الهيدروكربونية ذات السلاسل الكربونية الطويلة.