موضوع ثنائية القانون والشريعة في العالم الإسلامي، من المشاكل المزمنة فكرية واجتماعيا وسياسيا. ولا تبدو في الأفق بوادر جدية لعلاجها، أو زحزحة الإيمان بها لدى السواد الأعظم من الأمة، والسبب أنها ربطت بثنائية أوردها القرآن وحذر منها . وقد كتب الكثير حول وصف (القانون) بالطاغوت وبغير ما أنزل الله، وبحكم الجاهلية، كما اعتبر أكثر من كاتب، المجتمعات الإسلامية التي تنظم شؤونها بالقانون ظالمة وفاسقة ومنهم من تجاوز ذلك إلى وصفها بالكفر والمروق عن الدين، لذلك فإن من أهم الموضوعات التي يتعين تحليلها، بيان الاختلاف الموجود بين (القانون) وبين (الطاغوت) وما قصده القرآن بغير ما أنزل الله، وبحكم الجاهلية. وهو ما يتطلب البحث عن الأسباب التي يترتب ربط ثنائية القانون والشريعة بالثنائية المنهي عنها في القرآن والبحث كذلك عن الوسائل التي تساعد على فك هذا الربط وتسمح بالفهم الصحيح المصطلحي (القانون) و (الشريعة).