يعالج هذا البحث إشكالية الانتشار الواسع لتطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي في البيئة الرقمية وما
يصاحبه من انتهاك حقوق المؤلفين، وذلك حينما يتم تدريب الذكاء الاصطناعي من خلال معلومات
أو بيانات تدخل في نطاق الملكية الفكرية،وكذلك مخرجات الذكاء الاصطناعي التيتحاكي المصنفات
المحمية بقوانين حقوق المؤلف إلى حد يصعب التمييز فيما بينها. ومن المسائل التي عالجناها في
البحث تلك المصنفات المولدة والتي لا يتدخل فيها الجهد البشري، فهذه المصنفات أو الأعمال لا
تحظى بالحماية القانونية،والإبداعيتعلق بجهد فكري يعود للإنسانوليس لآلة معينة. وإذا وجدت
فرضية تمتع مخرجات الذكاء الاصطناعي بحماية حق المؤلف بتوافر شروط الحماية،فالإشكاليةتتعلق
بمالك تلك الحقوق، والتيأثبتناأنها تعود إما للشركةالمصنعةلتطبيقات الذكاء الاصطناعي أو المبرمج
أو المستخدم النهائي. أما فيما يتعلق بالمسؤولية عن انتهاك حقوق مؤلفي المصنفات من خلال الذكاء
الاصطناعي، فلقدأثبت البحث عدمإمكانية مساءلة الذكاء الاصطناعي لافتقاره للشخصية القانونية.
واقترحنا أن تكون مصنفات الذكاء الاصطناعي مصنفات مشتقة من مصنفات سابقة، وتتمتع بالحماية
القانونية بشرط أن تكونإبداعية وفيها جدة وتمت بترخيص من صاحب المصنف السابق، كذلك اقترحنا
النص من قبل المشرع على حالات المسؤولية عن انتهاك حقوق المؤلفين عبر الذكاء الاصطناعي وهي
تشمل التزييف العميق للصور والمعلومات وتدريب الذكاء الاصطناعي من خلال معلومات محمية،
ومخرجات مقلدة لمصنفات أخرى، على أن يكونأثر تلك المسؤوليةإزالة المحتوى المنتهك للحقوق
والتعويض عن الأضرار الأخرى.