"لولا الإسلام ما كانت الإمبراطورية الإفرنجية موجودة، ولولا محمد فإن شارلمان لم يكن متصورا" إن هذه الكلمات. وهي تغلف الأطروحة المركزية الكلاسيكية محمد وشارلمان الهينري بيرنيه Henri Pirenne - لم تثر اتفاقا عالميا، لكنها أثارت أسئلة وأطروحات مضادة طورت الدراسات التاريخية حول البحر الأبيض المتوسط في العصور الوسطى. طرح الباحثون وعلماء الآثار تساؤلات مثل: ما المنتجات التي توجر بها عبر البحر؟ وفي أي الأزمان؟ وما الكميات؟ وما تأثير انكماش التجارة؟ وهل أنهى توع الإسلام وحدة سابقة بين الأراضي الساحلية؟ أو هل اختفت وحدة المرحلة الرومانية قبل فترة طويلة؟.
دون إعادة للنقاش القديم حول أطروحة بيرنيه، من الممكن أن نلحظ دورا لعبه التاريخ الاقتصادي لإيران في ذلك، وقد أثارت الأطروحة أسئلة تعلقت بحوض البحر الأبيض المتوسط بشكل محدد- وفي الغالب بجزئه الغربي. الوقائع التي حدثت على الهضبة العليا لإيران ما بعد جبال زاغروس، والتي تشكل حدود إيران مع العراق، من المستبعد أن تكون ذات علاقة، ولكن الباحثين المهتمين بتدفق المعدن الثمين- سواء المسكوك منه أو غير المسكوك. قدموا استثناءات لهذه القاعدة أحيانا. بشكل خاص، فإن استرو بولين Sture Bolin - في مقالته المنشورة سنة 1952 "محمد، وشارلمان، وروريك " طالب بتفسير الكميات الهائلة من العملات المعدنية الفضية الإيرانية التي وجدت في السويد والمنطقة الشمالية الشرقية من أوروبا.