من المعروف أن فلاسفة الإسلام لم يتركوا لنا مؤلفات خاصة بالأخلاق. بل جميعا تركوا لنا آراءهم الأخلاقية متناثرة في مؤلفاتهم المختلفة، ومختلطة . في نفس الوقت - بكثير من النظريات الطبيعية والميتافيزيقية، باستثناء مسكويه فقد ترك لنا كتاب (تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق) أكمل دراسة علمية في مجال الأخلاق. وقد أدى ذلك إلى الادعاء بأنه ليس في الفكر الإسلامي مذاهب أخلاقية، وهذا ما نرفضه إذ الادعاء بذلك يتضمن تجاهلا تاما لتطور الزمن وتغير مقتضيات الحياة في بيئة صادفت المشكلات السياسية والاجتماعية وما يلزم عنهما من نظر أخلاقي، أضف إلى ذلك أن الخاصة التي ميزت الحضارة الإسلامية عن سائر الحضارات هي أنها أدارت رحاها حول الأخلاق. وأن الأخلاق بطبيعتها أقرب العلوم إلى الدين. فلقد اقترن الإيمان في الكتاب والسنة بالعمل الصالح دلالة على ما بين الإيمان والأخلاق من صلات وإشارة إلى ضرورة اقتران الإيمان والأخلاق.