أصبح الكشف الذاتي للمعلومات الخاصة الحساسة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي عنصرًا أساسيًا في حياة العديد من الأشخاص الأمر الذي قد يؤدي إلى تعرضهم للجرائم الإلكترونية وتعد الجرائم الإلكترونية واحدة من أسرع فئات الجرائم نموًا، حيث زاد عدد ضحايا الجرائم الإلكترونية بشكل كبير خلال العقدين الماضيين مع توسع استخدام شبكة الإنترنت وتقنيات الهاتف المحمول ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، ويعتبر الابتزاز الإلكتروني أحد الجرائم الإلكترونية التي تقع بسبب انخراط الناس في نشر معلوماتهم الخاصة والحساسة وحيث أن الدراسات العلمية التي درست هذه العلاقة قليلة جدًا؛ لذلك سعت هذه الدراسة إلى معالجة هذه الفجوة في المعرفة من خلال استكشاف مدى شيوع سلوك الكشف الذاتي للمعلومات الخاصة والحساسة على منصة الواتساب، وفهم العوامل التي تؤثر على هذا النشاط ومعرفة مدى انتشار الابتزاز الإلكتروني الناشئ عنه، فقد تم استخدام المنهج المختلط لجمع بيانات هذا البحث الذي تم من خلاله الدمج ما بين المنهج الكمي والمنهج الكيفي (النوعي)، بحيث تم جمع وتحليل وتفسير البيانات لكلا النوعين في بحث واحد؛ وذلك من أجل الحصول على صورة شاملة ومتكاملة لمشكلة البحث المراد دراستها وعرضها بطريقة واضحة، فقد تم استخدام الاستبيان كأداة لاستطلاع آراء ومرئيات مستخدمي برنامج الواتساب العمانيين البالغين (18 سنة أو أكثر)، فيما يخص موضوع ومشكلة البحث، وقد شارك في الاستبيان عدد ١٤٥٣ مستخدم، كذلك تم إجراء مقابلات نوعية بواقع 18 مقابلة مع بعض المسؤولين المختصين بمكافحة الجرائم الإلكترونية في سلطنة عمان أظهرت النتائج أن 28 من المشاركين في الاستطلاع قد انخرطوا في سلوك الكشف عن محتواهم الخاص والحساس على برنامج الواتساب كما دعمت النتائج إلى حد كبير استخدام نظرية السلوك المخطط المعدلة لفهم العوامل التي تؤثر على نشر المعلومات الخاصة والحساسة على برنامج الواتساب، كذلك أوضحت النتائج أن 1 من كل 20 (%5) من مستخدمي برنامج الواتساب البالغين (18 سنه أو أكثر) في عمان كانوا ضحية للابتزاز الإلكتروني يسبب قيامهم بنشر معلوماتهم الخاصة والحساسة.