ظهر ابن أبي نبهان بخطاب عقدي مميز في عصره، وما زال الواقع الإسلامي لا يستغني عنه، نستكشفه في استدلالاته لإثبات قضايا العقيدة وكذلك في منحاه الاجتهادي. ونبدأ مقالنا بمبحث الاستدلال: نقلا وعقلا، للتعرف على ملامح خطابه. استدلاله بالنقل والعقل: بالاستدلال تظهر شخصية العالم، فإما أن يكون من الراسخين في العلم، وإما أن لا يكون إلا مقلدة غيره من العلماء الراسخين. ثم إن الاستدلال يعتمد في علوم الشريعة الإسلامية كل الاعتماد على النقل والعقل، وسنبدأ بالنقل، إذ هو رسالة الخالق لعباده، والنقل يشمل القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، ويلحق بهما الإجماع. النقل: القرآن والسنة والإجماع: كيف كان استدلال ابن أبي نبهان بالنقل، لاسيما من حيث الترتيب؟ وما المقدم بين الأدلة لديه العقل أو النقل؟ وعند تعارض الأدلة التقلية نفسها، ما منهجه في العارض؟ أيجمع بين الأدلة أم يرجح دليلا على دلیل؟ نلتمس الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها من كلام ابن أبي نبهان نفسه.