يطرح هذا المقال قضیة أن البلاغة العربیة تعد من بین العلوم العربیة الأصیلة التي تشمل العلوم اللغویة والتي كما یقول ابن خلدون عنها: أنها ولدت في البیئة العربیة لخدمة مقاصد عربیة محضة. ویأتي على رأس هذه المقاصد منع اللحن الذي كان قد بدأ یزحفعلى اللغة العربیة مع دخول الشعوب غیر العربیة الإسلام. وإلى مثل هذا یشیر أیضاوبهذا فإن : الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه "تكوین العقل العربي" ( 2002 أطروحة هذه المقالة ترد على المزاعم التي طرحها الدكتور طه حسین في أحد مقالاته التي كتبها باللغة الفرنسیة قبل ما یزید عن ثمانین عاما وخلاصة هذه المزاعم أن الفیلسوف الیوناني أرسطو لم یكن المعلم الأول للمسلمین في الفلسفة فحسب وإنما كان كذلك في علم البیان سأعرض في القسم الأول من هذه المقالة لطبیعة البلاغة العربیة، وفي القسم الثاني سأعطي موجزا مختصرا عن تاریخ البلاغة العربیة، وفي الجزء الثالث موجزا مختصرا عن البلاغة الیونانیة لكي أبین أن كل تراث من هذین التراثین البلاغیین كان له بدایات وإرهاصات وتاریخ مختلف عن الآخر. ثم بعد ذلك في الجزء الرابع من المقال أتناول أقسام البلاغة العربیة، وفي القسم الخامس أقسام البلاغة الیونانیة لأصل إلى خلاصة مفادها أن أقسام البلاغتین تختلفان اختلافا جوهریا. وفي القسم السادس من هذه المقالة أتحدث عن أنواع البلاغة العربیة، وأما الجزء السابع فیتناول أنواع البلاغة الیونانية لكي نصل إلى نتیجة أن التقسیم مختلف بینهما كذلك. وفي القسم الثامن أتعرض لموضوع التأثیر الیوناني في البلاغة العربیة ثم اختم بتلخیص النقاط المهمة في هذا المقال.