تحلل الدراسة الاتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة والسلطة السياسية في الدول الأفرواسيوية وذلك في ضوء التطور الذي شهده هذا الحقل العلمي والتحولات الجوهرية التي شهدتها الدول الأفريقية والآسيوية في السنوات الأخيرة. فقد مثلت الصحافة منذ نشأتها بوصفها وسيلة اتصال جماهيري إشكالية ذات حضور دائم للسلطة السياسية وحتى وقتنا الحاضر. وتهدف الدراسة إلى تحديد العوامل المختلفة التي أثرت في الاتجاهات البحثية في الموضوع في العقد الأخير من القرن العشرين. وأبرز الاتجاهات النظرية والمنهجية والمعرفية الحديثة في هذه البحوث. وتكونت الدراسة من ثلاثة مباحث وخاتمة، تناولت العوامل المؤثرة في هذه البحوث، والاتجاهات النظرية والمنهجية والمعرفية الحديثة فيها.
وقد أكدت نتائج الدراسة تأثر هذه البحوث بالتحولات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية التي شهدها العالم. ونتيجة لذلك شهدت تحولات جوهرية على مستوى الأطر النظرية التي تنطلق منها، أهمها سعي الباحثين إلى البحث عن مداخل نظرية جديدة لتفسير العلاقة بين الصحافة والسلطة السياسية بعد أن ثبت لهم عقم المداخل النظرية الغربية التي سيطرت على هذا الحقل البحثي لعقود طويلة. والتخلي عن نموذج النظريات الأربع للصحافة الذي كان يحصر الأنظمة الصحفية في أفريقيا واسيا في النموذجين السلطوي والشيوعي ولا يأخذ في الاعتبار خصوصية الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي في هذه الدول والخبرة الاستعمارية التي عاشتها، بالإضافة إلي البحث عن قيم أفريقية وآسيوية في الصحافة نابعة من واقع الصحافة في دول القارتين. وعلى المستوى المعرفي رصدت الدراسة ظهور مجالات جديدة للبحث من أهمها بحوث "الصحافة المستقلة عن الحكومة".