تتناول هذه الدراسة الأديب العربي الليبي عمرو النامي، ويعنينا في هذه الدراسة نصوصه الشعرية اللحظة الزمنية التي عاشها، وقد بنيت الدراسة على فصليين اثنين عالجنا فيهما البنية الصوتية والبنية الدلالية في شعر عمرو اللامي، قسمنا الأول منهما على مبحثين، المبحث الأولى ويتناول: التعريف بالصوت ومكوناته من صوامت وصوائت ونبر وتنغيم، والمبحث الثاني: ودرسنا فيه الإيقاع الداخلي والخارجي وأقسامهما، وما يحدثانه من أثر في نفس المتكلم والمخاطب، وأما الفصل الثاني: فجاء على ثلاثة مباحث، بحثنا في أوله مفهوم الدلالة وحقول الشاعر الدلالية إذ كانت الشاعر وقفات عندها، وفي المبحث الثاني: درسنا الأساليب الإنشائية الطلبية عند الشاعر نفسه ودلالتها، وعلاقة الشاعر بهذه الأساليب دون غيرها، وأما المبحث الثالث فتناول: ماهية الرمز، والأشكال الرمزية عند الشاعر، وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها: من خلال البحث الإجرائي الأدائي لتحليل نصوص النامي، وجدت أصوات الجهر أكثر من الهمس؛ رغبة منه في تفجير طاقات الكبت والحرمان والألم والمعاناة التي كان يمر به- تشكل الكلمة المنبورة وظيفة دلالية يحددها سياقها الوارد فيه، يتم ذلك عن طريق الاعتماد على المقاطع الصوتية، وبذلك تكتمل الصورة المركبة ليبعثها الشاعر دفقة ألم وأمل على نفس باتت رهينة المحابس والسجون. - أخرج عمرو النامي أساليبه الإنشائية الطلبية (الداء، الأمر، النهي، الاستفهام) عن غرضها ووظيفتها الحقيقية إلى أغراض ومعان بلاغية فهم من خلال السياق الواردة فيه، وهذا ما يعرف باسم الانزياح أو العدول، وهذا كثير في شعره، والبحث فيه يحتاج إلى دراسة مستقلة. - يعد استخدام الرموز من الأعمال الإبداعية في النص الأدبي؛ نظرا لفاعليته في الخطاب وما ينتجه من دلالات داخل السياق، فالرمز يحمل أوجها وأقنعة خفية لا يدركها إلا من تمرس فيها وتدرب عليها، وقد استخدم اللامي ذلك في خطابه الشعري. وهكذا تتنوع المستويات الصوتية والحقول الدلالية التي وظفها الشاعر في شعره؛ لتعطي نصوصه الشعرية طابع الخصوصية وتضفي عليها معاناته التي كان يعانيها داخل سجون نظام الظلم.