هذا كتاب كتب بيدين. فهو أشبه ما يكون بلعبة مصارعة الثيران المسماة بالمصارعة على طريقة الليمون، حيث يصارع أخوان الثور ذاته بدثار واحد. ورغم أنَ الباحثين الفرنسيين مارك كريبون وفريدريك فورمس وقعا فصول الكتاب فصلا فصلا، فإن ً ثمة انسجاما بين فصوله من حيث الحرص على المزاوجة بين العرض الفلسفي الخالص لمذاهب الفلاسفة الاثني عشر )من سارتر إلى دريدا مرورا بكامي ومريلو-بونتي وكانغليم وكافاييس وسيمون فيل وليفي شرتاوس وليفناس ويانكلفيتش وفوكو ودولوز)، من جهة، والمترتبات السياسية على هذه المذاهب، أو قل بلغة الأقدمين »الزم المذهب« السياسي، من جهة أخرى. ومايميز هؤلاء الفلاسفة هو أن »امتحان السياسة« عندهم إمنا تأسس على تفكيرهم الفلسفي العميق لا على »آراء شخصية«.