خلال أسابیع شهر أغسطس عام 2001 م، وقبل مأساة نیویورك ووشنطن في 11 سبتمبر بقلیل، وعلى مشارف الانتخابات البرلمانیة الأسترالیة، حدثت واقعةٌ سیاسیةٌ وإنسانیةٌ في المحیط الهادي، هدَّدت بالتحول إلى أزمةٍ سیاسیةٍ ودبلوماسیة عامّة، وزادت من النقاشات في سائر أنحاء العالَم بشأن مسائل تتعلَّقُ بالسیاسات والممارسات تجاه المنفین السیاسیین وطالبي اللجوء. في المحیط الهادي، أمام لنداءات استغاثة صادرة MV Tampa شواطئ أسترالیا استجابت سفینةٌ نورویجیة اسمها عن سفینة نقلٍ إندونیسیة شارفت على الغرق، فأنقذت 430 مسافراً كانوا على ظهر السفینة الإندونیسیة. وكان هؤلاء في الحقیقة أفغاناً من طالبي اللجوء، أوصلتهم السفینة النورویجیة إلى جزیرة المیلاد الأسترالیة، لكنّ السلطات الأسترالیة أبت أن تسمح للمسافرین بالنزول من تامبا، واعتبرتهم مهاجرین غیر شرعیین ثم صعدت شرطة الحدود
الأسترالیة إلى السفینة النورویجیة وأرغمتها على الوقوف، كما منعت الأفغان من مغادرتها. وقد أدّى ذلك إلى حصول أزمة دبلوماسیة وسیاسیة في أعالي البحار أطرافها المباشرون هم النورویجیون والإندونیسیون والأسترالیون ووكالة الأمم المتحدة للاجئین- وإلى جانب هؤلاء نالت تلك الحادثة من أطرافٍ غیر مباشرة ضمن جزر المحیط الهادي مثل بابوا ونیوزیلندة وغینیا الجدیدة وناورو. وقد حركت النقاشات والتجاذبات الخصومات القدیمة بین تلك الأطراف؛ لكنها أیضاً أفْضت إلى ظهور مشكلاتٍ جدیدة وقد أنكرت الحكومة الأسترالیة أنها أرادت من وراء تصرفها غیر الاعتیادي أن كثیر الخوف من
الأجانب والغرباء، وأن تستفید من ذلك في الانتخابات التي كانت وقتها على الأبواب. وقد جرى اتهام إندونیسیا أیضاً بأنها شاركت في إقصاء اللاجئین الأفغان حین وجهتْهم إلى أسترالیا التي لم تكن علاقاتها جیدةً بها بسبب الخصومة حول تیمور الشرقیة.