إن مساهمة الفيلسوف في النقد أثمن وأكثر جدوى من مساهمة الناقد الأدبي المتخصص نفسه. هناك ما يشبه التأكيد على أن الوعي النقدي يتغذى من غير مائه، فلا بد له من ينبوع آخر لينمو ويزهر ويتفرع. إن واقع الثقافة الإنسانية يمدنا بكثير من الأمثلة الساطعة، أفلاطون، كانط، هيجل، نيتشة، هايدجر، وهؤلاء مع انتمائههم للثقافة الغربية مارسوا تجربة النقد وتقاطعت كتاباتهم الفلسفية مع الفنون الأدبية ومع باقي النشاطات الفنية العالمية، ونتذكر مساهة هيجل مثلا في حديثه عن الموسيقى والعمارة والشعر...