الإنسان نتاج الثقافة ، فهو عند مولده كائن خام ، ولا تتبلور إمكاناته إلا في بيئة مادية ووجدانية وثقافية ملائمة، وبعد جهد متواصل؛ ولذا يمكن القول: إن الوعي معطى اجتماعي ٌّ.
ومع أن الوعي يقيم علاقة جدلية مع المجتمع و الوجود عامة ، يؤثر فيه ، ويتأثر به ، فإن الصحيح أن وعي الفرد يظل مسوّرا إلى حد بعيد بمستوى الوعي السائد ف مجتمعه . تحت طائلة الموروث الثقاف ، والعرف السائد ، والمثل الدارج ، فالفرد مطالب دوما أن يجدد نفسه إذا ما أراد أن يقوم بوظيفته في تنظيم الخبرة ، وإدراك التحديات، وطرح الحلول لمواجهتها.