أسهمت الشبكة العالمية للمعلومات في خلق عالم افتراضي موازي العالم الواقعي، أتاحت من خلاله بيئة يتفاعل فيها الإنسان ويعبر عن أفكاره ومعتقداته وتبرز من خلالها شخصيته، الأمر الذي نتج عنه سلوكيات وتوجهات قد تتوافق أو تصدم مع القيم الاجتماعية والثقافية، والسلوك الأخلاقي الذي يجب أن يتحلى به الإنسان في استخدام التكنولوجيا، والتواصل مع المؤسسات والأفراد، واحترام ثقافة الشعوب ومعتقداتهم، والتعايش مع الجميع في البيئة الافتراضية.
تؤدي مؤسسات المعلومات والأرشيف دورا محوريا في تعزيز الهوية والمواطنة الرقمية، حيث إنها تسهم في حفظ المعلومات والوثائق التاريخية وتنظيمها مما يوفر موردا غنيا للبحث والتعلم. ومن خلال إتاحة الوصول إلى هذه المعلومات، تساعد هذه المؤسسات في تشكيل فهم مشترك للتاريخ والثقافة وتعزز الشعور بالإنتماء والهوية بين الأفراد، وتعمل مؤسسات المعلومات والأرشيف على أنها تنظيم الذاكرة الجماعية والثقافية للمجتمعات، وتسهم في الحفاظ على التراث الرقمي والثقافي للأمم، فهى، من خلال توفير الوصول الرقمي إلى الموارد، تساعد في تعزيز المواطنة لرقمية، حيث يتم تمكين الأفراد عن طريق التدريب والبرامج الثقافية الموجهة والوصول إلى المعلومات للمشاركة في الحوارات الثقافية والاجتماعية بشكل أكثر فعالية في البيئة الرقمية.
يعقد الاتحاد العربي للمكتبالت مؤتمره الخامس والثلاثون مسلطا الضوء على الهوية والمواطنة الرقمية كمحاور أساسية، حيث يناقش الدور الحيوي الذي تؤدية مؤسسات المعلوات ومراكز الأرشيف في دعم هذه المفاهيم وتعزيز القيم لدى أفراد المجتمع.
ويهدف المؤتمر إلى استعراض النماذج الرائدة وتبادل الأفكار والمقترحات لتعزيز كفاءة هذه المؤسسات ودورها، وإحداث الأثر في ممارسات الأفراد والمجتمع. كما يتطرق إلى تحديد مناقشات التحديات الكبرى التي تواجهها في إنشاء بيئة رقمية تحترم الخصوصية وتلبي الطموحات المتعلقة بالإستفادة المثلى من البيانات كموارد حيوية والتقنيات الحديثة.