المكتبة هي نافذة العالم على ثقافة المجتمعات بالإضافة إالى كونها بؤرة الإشعاع الثقافي في المجتمع نفسه، و قد جاءت الثورة المعلوماتية لتفتح بابا واسعا أمام هذه المكتبات لتنشر ثقافتها و توصل مقتنيتها و خدماتها إالى أفراد المجتمع و إلى سكان العالم و هم في بيوتهم.
و قد قامت المجتمعات الغربية باستغلال ذلك على أكمل وجد فعملت المكتبات بجميع أنواعها على إنشاء و تطوير نسخة رقمية للمكتبة التقليدية لخدمة المستفيدين و هم في أماكن سكنهم و عملهم دون الحاجة إلى الحضور إالى مبنى المكتبة. أما بالنسبة للمكتبات العربية فمازالت في بداية الطريق مما يحتم عليها حث الخطى للسير مع الركب قبل فوات الأوان.
في المقابل فإن المكتبات الأكاديمية في الوطن العربي قد خطت خطوات لا بأس بها و لكن كما هو معلوم أن هذه المكتبات موجه إلى شريحة معينة من المجتمع و يتعذر عليها خدمة المجتمع بأكمله لأسباب منية و فنية و اقتصادية.
لذا ينبغي على المكتبات العامة و الوطنية في العالم العربي تقمص هذا الدور لنشر ثقافة استخدام المكتبة لما لها من أهمية قصوى في بناء ثقافة المجتمع و شخصية أفراده.