Document
المعنى من منظور فلسفي.
Contributors
عباس, أثمار., Author
Publisher
مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان.
Gregorian
2019
Language
Arabic
Subject
Member of
Resource URL
Arabic abstract
ليست الفلسفة ثمرة أشخاص أذكياء فحسب، إنما تمنحنا الأفكار والإبداعات المميّزة التي تقترب مع الجميع، فالفلسفة بالتالي ليست حكراً على المفكرين، وإنما قد يمارسها الناس العاديون في حياتهم اليومية، إذ عندما لا يكون المرء منشغلاً بمجريات الحياة وروتينها وتفاصيلها المملة، قد نجده يتوقف لحظات للتأمل في معجزات الحياة، ويفكر في أسرارها ونظامها الكوني، وقد يتساءل أحيانا عن حقيقة الكون؟ وبما تتعلق حقيقة هذا الوجود؟ إن الإنسان بطبعه شخص فضوليّ، لا يسعه إلا أن يسأل ويتساءل بشأن العالم الدائر حوله، لهذا فهو يطرح على الدوام أسئلة لها جواب، قد لا يكون سهلاً، عن إمكانية معنى الوجود. يبحث المرء عن سبب يشرح فيه معنى الكينونة، وغالبا ما يراوده السؤال الأزلي الشهير: من يكون؟ ما هي مكانته في هذه الطبيعة؟ إن ذهن الإنسان مسلح بذكاء عال يجعله يفكر بعقلانية ومنطق، يرجحان فطنته وإدراكه. لقد منحته الطبيعة القدرة على التحليل المنطقيّ، ومعالجة الأمور بشكل واع متوصلاً إلى منطق قد يكون سليماً في حياته، وهذا الأمر يجعله قادراً على التشكيك والتساءل والتفكير على نحو عقلانيّ عميق، حتى أنه كلما فتح نافذة للحوار والسجال وناقش يكون قد إقترب من إطار الفلسفة والفكر. بمعنى آخر كلما ناقش الأفكار وتبادل الآراء فأنه يفكر بالضرورة بطريقة فلسفية، دون وعي منه. إن الفلسفة لا تتعلق كثيراً بالحصول على أجوبة حول الأسئلة الأساسية التي تطرحها، بقدر ما تتعلق بعملية التطوير الذاتيّ للمرء، أي أنها الطريق التي تقود السؤال والإجابة كليهما إلى الأمام، وتطوير السؤال للوصول إلى إجابة محايثة ممكنة، أي أنها الطريق للجواب وليس الجواب.
Category
Journal articles