إن النهوض بواقع المرأة وتعزيز قدراتها وتمكينها من المشاركة العامة بات يشكل اليوم اتجاها
جادة في المجتمع العربي بوجه عام والمجتمع العماني بوجه خاص، ورغم كل الإنجازات والمكتسبات
التي تحققت للمرأة العمانية في العقود الأخيرة إلا أنه مازالت هناك معوقات وصعوبات اجتماعية
حدث من جراء مشاركتها في المجتمع مما يمثل إشكالية تؤثر على معدلات التنمية، مما جعل من
الضرورة بذل جهود إضافية من أجل بلوغ مستويات أفضل من التنمية البشرية..

لذلك حظي موضوع المعوقات التي تحد من مشاركة المرأة في التنمية المجتمعية من خلال المنظور
الاجتماعي والثقافي باهتمام الكثير من الدارسين والباحثين الاجتماعيين خلال العقدين الأخيرين
من القرن الماضي وذلك باعتباره من الموضوعات الشائكة والبالغة التعقيد نظرا لكثرة وجهات النظر
والآراء المتعددة بشأنه ولهذا يظل هذا المجال بحاجة للدراسة والتعمق بصورة أوسع وأشمل۔

إن الدفاع عن مبدأ مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات وعن حقها في المشاركة في إدارة
شئون المجتمع الذي تعيش فيه والإسهام الإيجابي في صياغة مستقبله، لا يعني بأي حال من الأحوال
افتعال معركة بين الرجال والنساء وإنما يعني بالضرورة عدم تعطيل نصف طاقة المجتمع الذي تمثله
النساء عن النمو والازدهار والابتكار والابداع..

إن المجتمع العماني وخاصة منه المجتمع والظفاري، التقليدي ظل يعتبر المرأة إلى عهد غير
بعيد الجوهرة المصونة والدرة المكنونة، حيث يرى في مزاولة المرأة للعمل خارج بيتها أمرة مخالفة
لطبيعتها وأنوثتها وتصرفا مشينا يحط من المنزلة الاجتماعية، فمسؤولية المرأة من وجهة نظر هذا
المجتمع محصورة في إنجاب وتربية الأطفال وتدبير شؤون المنزل .