يضَعُنا إعلان المؤتلف الإنساني أمام أسئلة كثيرة، ويشدّد في الوقت نفسه على جملة من القِيَم، ننطلق منها للنظر في قضايا العالم المعاصر من دون الأخذ بأي من المواقف المسبقة والمألوفة، عنيت بها تلك المنبهرة بما أتت به الحداثة وما بعدها، وفي مقابلها التحفظات بل المخاوف مما تنذر به من اضطراب، والدعوة لمقاومة سَيْلِها الجارف باسم الأصالة. ويقول الإعلان بأولية وحدة الإنسانية؛ لكنه لا يتجاهل المغايرة بجوانبها كافة ويحرص وإن مضمراً في بعض الحالات على إقامة مسافة نقدية من نزعة قوية في عالم اليوم إلى تعظيم الخصوصيّات وإنقاص المشتركات. ستكتفي مداخلتي هذه - ومن وحي الإعلان - بالبناء على المدماك الأخلاقي الذي وضعه، لتنظر في جدليتي التماثل والفرادة، وممارسة الحرية في الاختلاف وقبول التنوّع.