لا یبدو تأویل النص القرآني بدعا، فقد فتحت بعض الكتب آفاقا تأویلیة، وتفضي هذه الآفاق إلى حقیقة تؤكد نشأة التأویل في تربة النصوص الدینیة. فعند الربانیین من أحبار الیهود لا نعدم أن نجد قواعد ینبغي إتباعها عند معالجة نصوص من التلمود والمدراشیم، وذلك مما نجده عند فیلون السكندري إذ دون قواعد تتبع عند التأویل المجازي، والتمییز بین المعنى الروحي والمعنى الحرفي. ویعد موسى بن میمون القرطبي الأندلسي المتوفى سنة 602 ه- 1205 م وریثا لهذا التراث التأویلي في الثقافة الیهودیة، على نحو ما قدم لنا
في كتابه (دلالة الحائرین)، وهو تأویل لكثیر من المجازات والاستعارات التي وردت باللغة العبریة في الكتب والأسفار، أخذ فیه ابن میمون من الأرسطیة والأفلاطونیة المحدثة.