لقد عنيت الدراسة برصد جهود الشيخ أطفيش البلاغية والنقدية من خلال ثلاثة فصول، وقد اتجه الفصل الأول إلى الوقوف على أبرز مصادر اللغة والأدب التي اعتمد عليها صاحب التيسير ، ومدى تأثره بها ، مع التوقف عند أبرز الأعلام التي شكلت حضورا في التيسير ، بينما تناول الفصل الثاني أهم القضايا البلاغية التي عالجها الشيخ من خ لال التفسير، وقد تراوحت هذه القضايا بين علوم البلاغة الثلاثة المعاني والبيان والبديع ، وقد سعى هذا الفصل إلى بيان المنهج الذي تعامل به الشيخ مع هذه القضايا ، وموقع هذا المنهج من القديم والحديث من خلال ما كان البحث يستعين به من دراسات أخرى ، وعني الفصل الثالث بأبرز القضايا النقدية التي شكلت حضورا لافتا في تيسير التفسير، وقد تمثلت في أربع قضايا.
واكتسبت الدراسة أهميتها من كونها تتناول الجوانب البلاغية والنقدية في تفسير عالم من علماء المسلمين خلف تراثا تفسيريا واسعا تمثل في ثلاثة تفاسير ، مما جعله حريا بالدراسة وخصوصا أن اهتمامه اللغوي لم يقتصر على جانب التفسير وإنما جاوزه إلى التأليف في علوم البلاغة والنحو و اللغة ، كما يمكن اعتبار تيسير التفسير أحد الكتب التي نظرت إلى البلاغة من خلال النص ، حيث عنيت بجماليات الأسلوب أكثر من الكتب التي اهتمت بالتقعيد البلاغي ، و تجديد المصطلحات ، والسير بعلم البلاغة - كغيره من علوم العربية - إلى رحاب علم المنطق ، فكيف إذا كان النص المدروس هو القرآن الكريم . .
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي ، و خرجت بمجموعة من النتائج كان من أبرزها وضوح شخصية الشيخ في مناقشته الآراء المختلفة التي استشهد بها وأوردها دون أن يكون مرددا لها حسب ، كما استطاعت الدراسة أن تبين وفرة القضايا البلاغية التي عالجها الشيخ منتمية إلى علوم البلاغة الثلاثة ، وقد بدا تمكنه من توظيف مفردات البلاغة في خدمة النص القرآني في كثير من هذه القضايا ولاسيما عنايته بأثرها في الجانب الدلالي ، وأفضت هذه الإفادة من إمكانات البلاغة إلى قلة القضايا النقدية التي خرجت بها الدراسة ، وهذا أمر طبيعي في تفسير النص القرآني الذي اضطلعت البلاغة بكشف جوانبه المختلفة ، وهو ما لم يقدمة النقد ومباحثه المختلفة .