هدف هذا البحث إلى دراسة الراوي في الرواية العمانية دراسة تطبيقية على ثلاث روايات عمانية حديثة، وجاء اختيارنا لهذه الروايات الثلاث اختيارا علميا، إذ جعلنا تعدّد الرواة في كل رواية شرطا ومطلبا أساسا للدراسة والبحث، ونتيجة أنّا وجدنا روايات أخرى غير الروايات المدروسة اعتمدت سرد الحكاية بتعدّد الرواة، فكان علينا أن نضبط البحث لنخرج بنتائج منهجية واضحة، فرأينا أن نجعل تعدّد الرواة من خلال محكي واحد جامع وشامل للروايات الثلاث، فصادفنا أن المحكي متشابه إلى حد كبير جدا في الروايات الثلاث، وهي مرتبة حسب سنة الصدور رواية رحلة أبي زيد العماني لمحمد بن سيف الرحبي، ورواية " الوخز لحسين العبري، ورواية " همس الجسور " لعلي المعمري:
إنّ المحكي في تلك الروايات الثلاث محكي تاريخي واقعي، إذ أن الرواية تنطلق من خلال ملامسة الواقع والتاريخ العمانيين، لكن هذه الملامسة لم تكن ملامسة نسخ ولصق، وإنما جاءت برؤية فنان كتب، ورأو حكى. ولم نعتمد في بحثنا منهجا ،بعينه، إنما استفادت الدراسة من أكثر من منهج علمي، فقد آثرنا التعدّد والانفتاح على المناهج لنخرج بنتائج علمية ومنهجية، ونحن لا ننكر أنا استفدنا من البنيويين واللغويين، معتمدين في ذلك هضم النص الروائي واستيعابه استيعابا شاملا بعد تمثل نظرية الراوي من خلال اطلاعنا على كل ما كتب عن الراوي، سواء في الأدب الغربي أو من خلال اطلاعنا على المدونة النقدية العربية التي درست الراوي دراسة نظرية أو دراسة تطبيقية على نماذج من الرواية العربية.