تولي دول العالم اهتمامًا متزايدًا بموضوع التنمية المستدامة، ولاسيما بعد قمة الأرض التي عقدت سنة 1992 في ريو ديو جانيرو بالبرازيل، حيث أجمعت الدول على ضرورة حفظ التوزان بين متطلبات الإنسان الحالية والمستقبلية والمحافظة على العناصر البيئية، ويعد القطاع السياحي من أكثر القطاعات الاقتصادية ارتباطًا بالتنمية المستدامة، حيث يتم استغلال موارد الجذب السياحي سواء أكانت الطبيعية أم البشرية بأقصى استخدام ممكن. وينظر للقطاع السياحي على أنه أحد القطاعات الرائدة التي يعول عليها ف إحداث تنمية اقتصادية ورفع نسبة التوظيف، حتى إن البعض يطلق على قطاع السياحة "نفط الأردن"، حيث أسهم بنحو )14%( من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2019، ويوفر نحو 55 ألف فرصة عمل مباشرة، ونحو 120 ألف فرصة عمل غير مباشرة. )وزارة السياحة والآثار، 2020(
والتنمية السياحية المستدامة هي التنمية التي تقابل وتشبع احتياجات السياح والمجتمعات المضيفة وضمان استفادة الأجيال المستقبلية، كما أنها التنمية التي تدير الموارد بأسلوب تحقق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والجمالية مع الإبقاء على الوحدة الثقافية واستمرارية العمليات الإيكولوجية والتنوع البيولوجي ومقومات الحياة الأساسية. ونظرًا لما تتمتع به الأردن من مزايا تنافسية Competitive Advantage ومزايا نسبية
Comparative Advantage تعمل الدولة حاليا على تنشيط وتطوير سياحات معينة؛ مثل: السياحة التعليمية والسياحة العلاجية وسياحة المثلث الذهبي، ولتطبيق مبادئ التنمية المستدامة أخذت الدولة في تطوير وتنشيط السياحة البيئية بوصفها مدخلا للتنمية المستدامة. لكنها تواجه العديد من التحديات ف هذا المجال، ومن أبرزها المنافسة الحادة من قبل العديد من المراكز السياحية ف منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار النسبي ف الأردن، كما تشكل نوعية وجودة المنتج السياحي
أحد التحديات البارزة ف تشكيل صورة السياحة الأردنية. لذا؛ فقد جاءت هذه الدراسة للتعرف على مقومات السياحة البيئية المستدامة ف الأردن والتحديات التي تواجهها باستخدام المنهج الوصفي? التحليلي وتحليل العوامل المكونة لصورة العرض السياحي البيئي الأردني، بحيث تسهم نتائج هذه الدراسة ف التوصل إلى توصيات تتعلق بالسياحة البيئية والنهوض بها، وتطوير مركز أبحاث متخصص ف السياحة البيئية المستدامة على مستوى الوطن العربي