يعتبر حفظ التراث من أهم الأهداف التي تسعى لها المؤسسات الثقافية العامة منها والخاصة، لكون التراث لأي مجتمع يعبر عن الإرث الحضاري لهذا المجتمع وهويته الثقافية، ولكي يتم الحفاظ على هذا الأرث باتت الجهات العامة والخاصة تعمل على ذلك بشكل رقمي حتى لا يندثر هذا الجهد مع مرور الزمن ولتجنب حدوث كوارث وأزمات معينة تؤدي إلى إتلاف هذا الأرث ، ولما كانت مؤسسات المعلومات والأرشيف من المؤسسات الثقافية التي لها دور في تعزيز الهوية الرقمية، وذلك من خلال الإطلاع بإدارة المحتوى الرقمي وتوثيقة وإتاحته.
هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة طبيعية عمل مؤسسة وثيقة وطن السورية في التوثيق الرقمي للتراث، كما تهدف إلى التعرف على أبرز التحديات التي تواجهها المؤسسة في عملها. وبرزت أهمية البحث في كون يغطي مؤسسة وطنية وغير حكومية هى الأولى في سورية التي تعمل في هذا المجال، وقد تم تأسيسها من قبل المجتمع المحلي بالتنسيق مع الحكومة.
وقد طبق البحث المنهج الوصفي النوعي وذلك من خلال الإعتماد على أداتين لجمع البيانات : أولها : المقابلة الشخصية مع ثمانية من صناع القرار والإداريين في إدارة المؤسسة وكذلك القائمين على البرامج والفعاليات والورش التي تنظمها المؤسسة، وثانيها : تحليل المحتوى وذلك بالإطلاع على موقع المؤسسة الإلكتروني وصفحاتها على مواقع التواصل الإجتماعي للتعرف عن الأنشطة والفعاليات التي تنظمها.
أشارت نتائج الدراسة إلى قيام مؤسسة وثيقة وطن بدور بارز في الحفاظ على التراث والهوية، وتضطلع بدور حيوي ورئيس في توثيق الموروث رقميا، ومن أبرز مشروعاتها القائمة حاليا، حفظ التراث الشفهي، وكذلك حفظ التراث الكنسي، والتراث الصوفي، واللغة السريانية. وقد أوصت الدراسة بضرورة تلبية كافة المتطلبات التي تحتاجها المؤسسة لإستكمال مشروعها المتمثل في الحفظ الرقمي للتراث، وكذلك الإستمرار في تأهيل الكفاءات المتخصصة.