من الواضح أن مفهوم الوقف في العالم العربي والإسلامي یستند بقوة إلى الخلفیة الدینیة، فاستشعار المسلم لدوره في الحیاة انطلاقاً من العقیدة الإسلامیة أدى إلى تلك الفعالیة الهائلة لنظام الوقف في التجربة التاریخیة كما نلحظ أن تراجع الفكر الإسلامي وضعف العقیدة الإسلامیة في توجیه القضایا الكبرى في القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرین، كان لهما مظاهر عدیدة ، منها ما رافق تلك الفترة من تراجع ب يَ نِّ للنظام الوقفي وتطبیقاته. كما أن ما یحدث في عالمنا المعاصر من عودة فاعلة للفكر الإسلامي والرغبة العارمة في تقدیم مشروع حضاري إسلامي –على رغم تباین المواقف تجاهه– رافقه أیضاً اهتمام كبیر بمسألتین تنطلقان من الخلفیة الدینیة ولهما آثارهما الاجتماعیة والاقتصادیة وهما الوقف والزكاة.