أدى التوجه نحو التنويع الإقتصادي والإكتفاء الذاتي إلى الإهتمام بقطاع مصائد الإسماك في سلطنة عمان. ومع التقدم التكنولوجي، حدثت تطورات موازية في تربية الإحياء المائية، بما في ذلك الإستزراع الإحيومائي. ومن اجل معالجة مسائل مثل نقص المياه، ينبغي دراسة أنواع النباتات والحيوانات التي يمكن إستزراعها، والجدوى المالية للزراعة الإحيومائية بالنظر إلى الظروف البيئية في عمان. وفي هذا السياق، هدفت هذه الدراسة إلى تقيم الجدوى التقنية والمالية ألنواع عالية القيمة في نظام الإستزراع الإحيومائي في المشتل، بحيث يتم 1 -تحديد أنسب أنواع النباتات مع أسماك الكوي أو البلطي داخل نظام الإستزراع الإحيومائي في المشتل و2 -تحليل تكاليف وفوائد نظام الإستزراع الإحيومائي في بيئة المشتل. تم تصميم تجربتين، حيث اختبرت التجربة الإولى البلطي باستخدام نباتات عالية القيمة )السبانخ والملفوف والخس( في نظام النمو العائم مقابل النظام القائم على الوسائط، وقد كانت مدة التجربة ثالثة أشهر. أما التجربة الثانية فكانت لمقارنة نمو أسماك البلطي مقابل الكوي في تركيبة مع الفراولة والنعناع في نظام النمو العائم مقابل النظام القائم على الوسائط، حيث كانت مدة التجربة أربعة أشهر. تم تغذية الإسماك بحبيبات 2 ملم بوزن يعادل تقريبا 5 %من متوسط وزن جسم السمك في اليوم وبمعدل 2-3 حصة يوميا. تم قياس وزن وطول السمك وتحديد نمو النباتات من حيث الطول وعدد الثمار في حالة الفراولة وعدد السيقان في حالة النعناع كل شهر، كما تم حساب إجمالي عدد النباتات التي عاشت حتى نهاية التجربة. تم استخدام الإدوات الإحصائية Anova و test-T واختبار Tukey لتحليل المتغيرات، مثل الوزن والطول ووفيات الإنواع. أشارت نتائج التجربة الإولى إلى أن نظام النمو القائم على الوسائط أفضل قليال من النظام العائم من حيث متوسط النمو الإعلى في وزن السبانخ وارتفاع متوسط النمو في وزن البلطي، ولكن اختالفاتهم لم تكن كبيرة. ولوحظ أن معدل وفيات الإسماك في النظام العائم كان أعلى لكل حوض. أما في التجربة الثانية فقد حقق كل من البلطي والكوي في النظام القائم على الوسائط معدل نمو وبقاء أعلى، مع عدم وجود فرق كبير بين النظامين، وقد أظهر النظام القائم على الوسائط أي ًضا نمًوا متوس ًطا أعلى من حيث عدد ووزن الثمار)الفراولة( وأيضا في متوسط عدد السيقان )النعناع(، ومع ذلك لم يكن هناك فرق إحصائي بين النظامين. عند القيام بدراسة الجدوى المالية باستخدام تحليل تكلفة الفائدة. تم أخذ التكلفة السوقية لكل من النباتات وأنواع الإسماك في الإعتبار إلى جانب إجمالي الإستثمارات الالزمة إلنشاء ًء على كلا النظامين. حيث تم حساب تكاليف التشغيل بعد تحديد تصميم التجارب. وبنا نتائج التجارب وحساب إجمالي الإيرادات وجد أنه من المجدي والمربح استخدام كلا النظامين لتنمية النباتات المختبرة خاصة الخس والنعناع جنبًا إلى جنب مع سمك الكوي في المشتل. ووجد أنه يمكن إسترداد تكاليف الإستثمار خالل عامين. وإذا ما تم تنفيذها تجاريا فإن الإستزراع الإحيومائي يمكن أن يساعد في معالجة قضايا مثل إدارة المياه والإمن الغذائي والإنتاج المستدام لألسماك والخضروات لتلبية الطلب المتزايد. وتوصي الدراسة مستقبالً بإختبار النباتات الإخرى عالية القيمة مثل البطيخ والفلفل. كما يجب معالجة مشكلة انقطاع الكهرباء، وتفشي القوارض وغيرها من المشاكل التي حدثت خالل الدراسة.